
حزب الاستقلال يعيد ترتيب أوراقه بصفقة سياسية جديدة في الشرق
بدأت الساحة السياسية في الجهة الشرقية تتلون بألوان جديدة مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث لم يعد الحراك مقتصرًا على الكواليس، بل أصبح يطفو إلى العلن عبر تحالفات واصطفافات غير متوقعة.
آخر فصول هذا الحراك، إعلان محمد الفضيلي، أحد أبرز الوجوه السياسية التي طبعت سنوات طويلة من المشهد الحزبي ضمن الحركة الشعبية، انتقاله رسميًا إلى حزب الاستقلال، الأمر الذي فجر موجة من التوقعات حول مستقبل التحالفات وتوزيع الأدوار في الانتخابات القادمة.
مشاورات في الكواليس وصفقة سياسية متكاملة
التحاق الفضيلي بصفوف حزب “الميزان” لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة مشاورات طويلة ومعقدة قادها قياديون بارزون في الحزب العريق. فقد كشفت تقارير إعلامية أن قيادة حزب الاستقلال لم تكتفِ بفتح الباب أمام الفضيلي، بل قدمت له ضمانات قوية تتعلق بمستقبله الانتخابي، من بينها دعم ترشحه لمجلس المستشارين عن جماعات جهة الشرق في انتخابات 2027.
في المقابل، التزم الفضيلي بدعم مرشح الحزب الحالي، منعم الفتاحي، في معركته البرلمانية المقبلة عن دائرة الدريوش ضمن انتخابات 2026، مع العمل على تعزيز مكانة الحزب في رئاسة عدد من الجماعات المحلية، وفي مقدمتها جماعة بن الطيب.
رهانات انتخابية ورؤية جديدة للخريطة السياسية
الصفقة بين الطرفين ليست مجرد تبادل مواقع، بل ترسم معالم مرحلة جديدة من التدافع السياسي في الجهة الشرقية. الفضيلي، المعروف بقوة حضوره في المشهد المحلي وقدرته على استقطاب الدعم الشعبي، أكد أن انضمامه سيمنح حزب الاستقلال دفعة نوعية على المستويين الجهوي والإقليمي.
رهانات الحزب اليوم تتجاوز الفوز بالمقاعد إلى إعادة تشكيل الخارطة الحزبية وتعزيز موقعه في موازين القوى، خاصة وأن الاستحقاقات التشريعية والجماعية والجهوية المقبلة ستكون اختبارًا حقيقيًا لمتانة هذه التحالفات.
بداية “ميركاتو” التحالفات وبوادر لتغيرات أعمق
ينظر المراقبون إلى هذا الانضمام كأول مؤشر عملي على انطلاق ما يسمى بـ”ميركاتو” التحالفات السياسية في المنطقة، حيث بدأت معالم إعادة ترتيب البيت الداخلي للأحزاب الكبرى تتضح في الأفق.
الحديث لم يعد يدور فقط حول أسماء مرشحة أو تحالفات عابرة، بل عن ملامح جديدة للخريطة السياسية تُرسم على مهل وتخضع لحسابات دقيقة تسبق الانتخابات بعام كامل. كل الأنظار تتجه نحو الجهة الشرقية، حيث يتوقع أن تفرز هذه التحركات اصطفافات غير مسبوقة بين الفاعلين السياسيين، مع تغيرات قد تمتد تأثيراتها إلى باقي مناطق المملكة.
مستقبل مفتوح وسيناريوهات متعددة
يبقى السؤال الأهم: هل تنجح رهان حزب الاستقلال على الفضيلي في كسب مزيد من المواقع، أم أن مفاجآت الحراك الانتخابي ستغير قواعد اللعبة في اللحظة الأخيرة؟ ما هو مؤكد أن الجهة الشرقية تدخل موسماً سياسياً ساخناً، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الترقب والاستعداد، والكل يترقب حصاد هذه التحالفات مع أول صناديق اقتراع تُفتح.