
وزارة التواصل.. الوزير الأخرس والمستشار الشبح!
وزارة التواصل..من يُفترض أن يشرح للمغاربة… لا يجيب على الهاتف!
إذا كانت وظيفة “وزير التواصل” تعني شيئاً في القاموس السياسي، فإن هذا المعنى يبدو غائباً تماماً عن سلوك الوزير المهدي، الذي فضل أن يتحصن في صمت مريب، وكأنه يعيش داخل برج عاجي محصّن ضد الأسئلة والمكالمات والمهنية.
الوزير الذي يحمل على كتفيه حقيبة التواصل، فضّل أن يسلم مفاتيح الوزارة لمستشار خاص تحوّل بقدرة قادر إلى بواب رقمي لا يُفتح ولا يُغلق، بل يتبخر حين يحتاجه الصحفيون. وهنا تُطرح الأسئلة التي تحرج كل حكومة تحترم نفسها: ما جدوى وزارة لا تتواصل؟ وما فائدة وزير لا يجرؤ حتى على الرد على أبسط الاستفسارات الإعلامية؟
المستشار.. سدّ إعلامي بدل أن يكون جسراً
داخل أروقة الوزارة، لا شيء يمرّ دون إذن المستشار. لا سؤال، لا توضيح، ولا حتى ملاحظة عابرة. كل شيء محكوم بمزاج رجل واحد قرر أن يفرض “بيروقراطية تواصلية” مشوهة. والأسوأ أن هذا الرجل لا يرد على المكالمات ولا يُجيب على الرسائل، بل يغيب وقت الحاجة كما يغيب الضمير في مشهد سياسي رديء.
وكما علمت زون24 من مصادر مهنية موثوقة، فإن هذا المستشار سبق أن اتُّهم بانتحال صفة صحفي، واستغلال اسم جريدة رياضية محترمة، قبل أن تتبرأ منه الصحيفة نفسها في بيان علني. ومع ذلك، لم يُكلّف نفسه عناء اللجوء إلى القضاء لنفي ما نُسب إليه. فهل هذه هي الكفاءة التي يثق بها الوزير؟ وهل هذا هو الرجل المناسب لتدبير وجه الوزارة أمام الإعلام؟
الوزير.. كثير الطموح قليل الفعل
المهدي لا يخفي طموحه في أن يقود حزباً كبيراً وربما حكومة مقبلة. لكن الواقع يقول شيئاً آخر. فالرجل الذي لا يستطيع تدبير علاقة بسيطة مع الجسم الصحفي، كيف له أن يقنع المغاربة بأنه قادر على تسيير شؤون البلاد؟ التواصل ليس رفاهية. بل هو صُلب العمل الحكومي. وإذا كان الوزير قد اختار سياسة “الصمت الجميل”، فالأفضل له أن يسلّم المفاتيح ويكتفي بالتفرج.
وزارة تحوّلت إلى نادي مغلق
عدد من الزملاء الصحفيين لم يخفوا استياءهم من الطريقة التي تُدار بها الوزارة. تسريبات تُمنح للمقربين، معلومات لا تُنشر إلا “بالمعرفة”، وحجب تام لكل من يرفض الدخول في لعبة “المصدر الموثوق”. واقع تجعل من وزارة يُفترض أن تكون عنوان الانفتاح، نموذجاً للانغلاق المزمن.
زون24 استمعت إلى آراء مهنيين يرون أن هذه الوزارة، بهذا الثنائي الفاشل، تحولت إلى مرآة معكوسة لفكرة “التواصل”، وبدل أن تنفتح على الإعلام، أغلقت على نفسها الأبواب، وتركت للصدفة مهمة تصريف المعلومة.
وزارة التواصل … خلاصة الكلام
وزارة التواصل اليوم، بشهادة العاملين في الميدان، لم تعد تشتغل بمنطق المرفق العام. بل تحولت إلى مؤسسة مغلقة تُدار بالهواتف المغلقة والمستشارين غير المرئيين. والمطلوب ليس تغيير الأسماء فقط، بل تغيير العقليات التي تعتبر الإعلام خصماً، بدل أن ترى فيه شريكاً في خدمة المعلومة.