
تجريد ساركوزي من جوقة الشرف بعد إدانته بالفساد في فرنسا
في خطوة كانت متوقعة منذ أشهر، أعلن رسميا عن تجريد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي من وسام جوقة الشرف، أرفع وسام شرف في فرنسا، بعد أن حاصرته الإدانات القضائية بالفساد واستغلال النفوذ.
القرار الذي نُشر في الجريدة الرسمية لم يكن مفاجئًا، لكنه شكل نهاية رمزية لمسيرة سياسية ظل يلاحقها الجدل منذ مغادرته قصر الإليزيه.
من قمة السلطة إلى قفص الاتهام
ساركوزي الذي حمل يوما مفاتيح السلطة الفرنسية يجد نفسه اليوم محورًا لعناوين الفساد ومشهد المحاكمات المتتالية. منذ أن غادر منصبه في ألفين واثني عشر، لم يبتعد الرئيس السابق عن دائرة الأضواء، لكنها أضواءٌ كاشفة لصفقات مشبوهة وتحقيقات متتالية في ملفات تمويل انتخابي وصفقات خارجية، أبرزها شبهة اتفاق مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
القضاء الفرنسي يحسم المعركة
قرار تجريد ساركوزي من الوسام جاء بعد أن أيدت أعلى محكمة في فرنسا حكم إدانته بالفساد واستغلال النفوذ، ليصبح أول رئيس فرنسي سابق يفرض عليه ارتداء سوار إلكتروني للمراقبة القضائية.
تزامن ذلك مع أوامر بالسجن ثلاث سنوات وتقييد الحرية بشروط صارمة، أبرزها منع السفر دون تصريح رسمي والاستجابة الفورية للاستدعاءات.
معارك قانونية مفتوحة
ورغم أن النيابة العامة أفرجت عنه لاحقًا بعد إزالة السوار الإلكتروني، إلا أن ساركوزي لا يزال يواجه جولات جديدة أمام القضاء، إذ ينتظر قرار محكمة أخرى في قضية تمويل حملته الانتخابية عبر صفقة مشبوهة مع النظام الليبي سنة ألفين وخمسة. القضية التي أجلت المحاكمة فيها إلى الخامس والعشرين من أيلول المقبل، تظل قادرة على قلب حياة السياسي الذي كان قبل سنوات نجم اليمين الفرنسي.
سقوط الرموز وتغيير معايير الشرف
هذا الحدث أعاد النقاش حول معايير الشرف والقيم السياسية في فرنسا، وكيف تحوّل أعلى وسام إلى عنوان سقوط مدوٍ لشخصية قادت البلاد. تجريد ساركوزي من جوقة الشرف لم يكن مجرد إجراء إداري، بل رسالة واضحة من دولة القانون بأن لا أحد فوق المحاسبة مهما علا منصبه أو ثقل اسمه في ميزان التاريخ.