مستشفى مولاي عبد الله بسلا.. فوضى ونداءات لإنقاذ الخدمات الصحية

بينما ينتظر المرضى من مستشفى مولاي عبد الله في سلا خدمات تحفظ كرامتهم، يكتشفون يومًا بعد آخر أن هذا الفضاء الصحي تحول إلى عنوان للفوضى والرداءة أكثر من كونه ملاذًا للعلاج. نداء شبكة الدفاع عن الحق في الصحة والحياة، الموجه مباشرة إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، يعكس حجم القلق المتنامي في المدينة إزاء ما يعيشه المستشفى من تدهور غير مسبوق.

إدارة غائبة وشبكة علاقات تسبق العلاج

مصادر عديدة تصف المستشفى الإقليمي بأنه صار وحدة لإنتاج الرداءة لا أكثر. كل المؤشرات تدل على تراجع خطير في مستوى الخدمات. الزبونية صارت هي البوابة الرسمية للحصول على حق العلاج. الغريب أن كل هذا يحدث رغم وجود كفاءات طبية وتمريضية كبيرة انتقلت من مستشفى ابن سينا بالرباط، إلا أن سوء التدبير الإداري وغياب الحكامة جعلا جهودهم تذهب سدى.

بيئة عمل متدهورة وحوادث تزيد المعاناة

الحوادث الأخيرة داخل المستشفى تكشف جزءًا من الصورة القاتمة. عاملات اختنقن بسبب تسرب مواد كيميائية ولم يجدن في قسم المستعجلات أي إسعاف أولي يليق بإنسانية الموقف. مادة الأوكسجين أصبحت عملة نادرة، وأطباء الحراسة يختفون في أوقات حرجة، ما يجعل الانتظار للحصول على موعد أو إجراء عملية جراحية يتحول إلى معاناة قد تدوم طويلاً. حتى الأطباء في طور التدريب أصبحوا هم الجدار الأخير في مواجهة الأزمات، في غياب الدعم والرقابة.

غياب الشفافية ومستلزمات العلاج

مراقبون يرون أن إدارة المستشفى تتجاهل الأعطاب البنيوية ولا تفعل اللجان القانونية. الزبونية في العلاج أضحت ظاهرة. أما أدوية الإنعاش والمستلزمات الحيوية فغابت حتى عن أقسام المستعجلات. هكذا يتحول المريض إلى مجرد رقم في قائمة الانتظار، والأمل في الشفاء يذوب بين أوراق الإجراءات ولامبالاة الإدارة.

الأطر الصحية تئن تحت الضغط

الأطباء والممرضون بدورهم يشتكون من غياب الحماية، وظروف العمل المتدهورة، وحرمانهم من الحوافز المالية. هذه الأوضاع دفعت العديد منهم إلى مغادرة المستشفى نحو القطاع الخاص، تاركين خلفهم فراغاً يفاقم الأزمة يوماً بعد يوم.

دعوة للتحقيق وهيكلة شاملة

شبكة الدفاع عن الحق في الصحة طالبت بفتح تحقيق شفاف في هذه الاختلالات الخطيرة، داعية إلى إعادة هيكلة المستشفى تحت إشراف المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، وربطه به إدارياً وطبياً، مع ضرورة توفير بيئة مهنية تحترم كرامة العاملين وحقوق المرضى في آن واحد.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى