لماذا قاطع الصحفيون مهرجان موازين؟ كواليس غضب غير مسبوق

لو كتب أحدهم مسرحية هزلية عن مهرجان فني عالمي في المغرب، ربما ما استطاع أن يتخيل سيناريو أكثر عبثية مما حدث في دورة “موازين” هذا العام. عشرون سنة كاملة والمهرجان يسوّق نفسه كعلامة مضيئة في سماء الثقافة المغربية، فإذا به في لحظة الحقيقة يرفع شعار “كل من عليها فوضى”.

الصحافة المغربية.. من شريك إلى متفرج محبط

منذ متى أصبحت الصحافة المغربية مجرد “ضيفة ثقيلة” في عرس موسيقي؟ يبدو أن منظمي المهرجان وجدوا حلاً مبتكرًا لمعضلة الزحام الإعلامي: تأخير بطاقات الاعتماد حتى ينسى الصحفيون سبب قدومهم أصلًا! لا لوم عليهم، فاللوجستيك يحتاج لمهندسي “فيزياء الكم”، لا لمنسقي مهرجان، وقد كان توزيع البطاقات تجسيدًا حيًا لفلسفة “من سبق لبّق”!

جمهور باهت.. وتذاكر وهمية

أما الحضور، فقد ذاق مرارة الارتجال “عالبارد”. اقتنى الناس تذاكرهم وهم يحلمون بليلة فنية تاريخية، ليكتشفوا أن الحجز لا يمنحهم مقاعد، بل متعة الوقوف لساعات وسط أجواء “حميمة” تشبه تدافع المحطات الطرقية. أما من نسي تذكرته فربما فاز بالجلوس في الصف الأول! ويقال إن “موازين” بات يوزع المقاعد بنظام “اليانصيب” لا حسب أسبقية الشراء.

تغطية رقمية على طريقة “يا تصيب يا تخيب”

لم تتوقف مظاهر الارتجال عند حدود الحضور المادي، بل امتدت إلى العالم الافتراضي، حيث غابت التغطية الرقمية وكأن المهرجان قرر أن يواكب عصر الحمام الزاجل. البث المباشر صار “بثًا متقطعًا”، بينما انتظر جمهور الإنترنت ظهور فيديوهات الحفل بنفس حماس انتظار نتيجة مباراة ودية!

احتفال العشرين.. مسرحية بلا جمهور

ربما كان على المنظمين أن يعيدوا تسمية الدورة العشرين إلى “موسم الضحك الوطني”، فعدد الصحفيين كان أقل من عدد أعضاء لجنة التنظيم، أما الجمهور فخرج بذكريات لا تنسى عن تجربة “مقاعد الشبح”. حتى نجوم السهرة بدوا مذهولين من حجم الفراغ، كأنهم يحيون حفلًا خاصًا لموظفي شركة تنظيف القاعة.

خلاصة ساخرة: موازين.. الفوضى في أبهى حللها

في النهاية، ربما احتفل “موازين” فعلًا بعقدين من الزمن، لكنه احتفال بنكهة الفوضى وسحر الارتجال. دورة أكدت أن النجاح ليس بعدد السنوات، بل في احترام الجمهور والإعلام… وهما عنصران كانا هذا العام مجرد “كومبارس” في ملحمة من العشوائية التي تستحق بجدارة جائزة “أسوأ تنظيم للعام”.


اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى