إلياس العلوي يفتتح شعره بسؤال لا يملك أحد جوابه

إلياس العلوي يفتتح شعره بسؤال لا يملك أحد جوابه

في زمن تزداد فيه الضوضاء، اختار الشاعر الشاب الحسني العلوي إلياس أن يكتب من مكانٍ هادئ داخل عقله، حيث لا صوت يعلو على التأمل، ولا ضوء يُخفي الظلال.


وهكذا جاء ديوانه الجديد “لا أحد يعلم”، الصادر في 18 أكتوبر 2025، بمثابة صوت داخلي عميق يُترجم مزيجًا شفافًا من الألم والأمل، من خلال نصوص نثرية تنبض بحسّ إنساني شجِن، دون تصنّع لغوي أو تعقيد مفرط.

الديوان، الواقع في 90 صفحة، يُبحر في عوالم الذات، مستكشفًا مفاهيم مثل الحي، الوطن، والجانب الخفي من الوجود الإنساني. لكنه لا يفعل ذلك من منبرٍ تنظيري أو خطابي، بل من غرفة داخل رأس الشاعر، كما تُظهرها الغلاف الفنيّ: رأسٌ أحمر يحتضن شخصًا منعزلاً، تحاصره عيون متربّصة… ومجتمع يُراقب أكثر مما يفهم.

وما يزيد من خصوصية هذا العمل، أنّه تجربة نشر ذاتي مستقلّة بالكامل، في وقتٍ لم يعُد فيه إصدار ديوان شعري أول بالأمر الهيّن، لا ماليًا ولا معنويًا. وقد اختار الشاعر أن يُوفر ديوانه حاليًا في مكتبتين بالعاصمة الرباط، هما:

  • مكتبة كليلة ودمنة

  • مكتبة الألفية

بهذه الخطوة، لا يقدّم إلياس فقط نصوصه الأولى، بل يُعلن دخوله إلى المشهد الأدبي بروح حرة، غير خاضعة لمعايير السوق أو مجاملات الأوساط الثقافية. ولا بدّ من الإشارة إلى أن الشاعر يبلغ من العمر 19 سنة فقط، ما يجعل هذا الديوان بمثابة إعلان مبكّر عن صوت واعد يحمل بصمة جمالية متميزة، وإن كانت مغموسة في القلق الوجودي.

اللافت في النصوص هو تلك اللغة المتحرّرة من القوالب التقليدية، لكنها في الوقت ذاته محفوفة بالسؤال، ومحمّلة بالرمز. فلا أحد يعلم، كما يقول العنوان، ما الذي يدور فعلاً خلف جمجمة الشاعر، لكن القارئ يشعر أن هناك شيئًا ما… شيءٌ يخصّنا جميعًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى