
من الرفاق إلى المتابعين… مايسة سلامة تخوض السياسة بنكهة السوشيال ميديا
من الرفاق إلى المتابعين… مايسة سلامة تخوض السياسة بنكهة السوشيال ميديا
في مشهد يعكس حالة التذبذب التي يعيشها المشهد الحزبي المغربي، أعلنت مايسة سلامة الناجي انسحابها من حزب التقدم والاشتراكية، بعد أن كان قد تم الترويج لترشحها بألوان الحزب خلال انتخابات 2026، لتخرج بعدها بتصريح تؤكد فيه أنها ستخوض غمار الانتخابات كمرشحة مستقلة، دون أي دعم حزبي أو غطاء سياسي.
سلامة أوضحت في منشور مثير للجدل أن “انسحابها من الحزب جاء عن قناعة”، مؤكدة أنها لا تبحث عن دعم من أي جهة، بل تسعى لتمثيل جيل جديد من المغاربة الذين تجاوزوا الخامسة والثلاثين من العمر، والذين “لم يجدوا مكانهم داخل الأحزاب التقليدية”، على حد تعبيرها. وأضافت أنها ستقدم قريباً “فيديوهات توضيحية” تشرح فيها تفاصيل تجربتها، وكيف ستدعم المرشحين المستقلين الذين يتقاسمون معها قيم العدالة والحرية الفردية والاستقلالية السياسية.

هذا الموقف المفاجئ أثار موجة تفاعل واسعة، خصوصاً بعد أيام قليلة فقط من تداول خبر ترشحها باسم حزب التقدم والاشتراكية الذي بدوره لم يُصدر أي توضيح رسمي بعد، ما زاد من حدة الغموض حول خلفيات هذا التراجع، وما إذا كان خلافاً داخلياً أم مجرد إعادة تموضع سياسي محسوب.
ويرى مراقبون أن خطوة مايسة سلامة تُجسد “تمرداً ناعماً” على منطق الأحزاب التقليدية التي ما زالت تُدار بعقليات قديمة، حيث تحاول اليوتيوبر السابقة أن تقدم نفسها كصوت بديل “للجيل المستقل”، مستفيدة من حضورها الإعلامي وشعبيتها الرقمية في مخاطبة فئة واسعة من الشباب الناقمين على الخطاب الحزبي الكلاسيكي.
لكن في المقابل، يراها البعض مغامرة غير محسوبة، لأن خوض الانتخابات بدون قاعدة حزبية صلبة أو دعم تنظيمي يظلّ مهمة شبه مستحيلة في واقع انتخابي يهيمن عليه المال والنفوذ، خصوصاً في ظل نظام انتخابي يعتمد على التحالفات أكثر من الأفراد.
وفي ختام منشورها، لم تُخف سلامة طموحها في تشكيل فريق برلماني مستقل يضمّ “الحداثيين الأحرار”، في إشارة إلى مشروع سياسي خارج الاصطفافات التقليدية، مشروع يبدو جريئاً في الطرح… لكنه يحتاج إلى أكثر من منشورات فيسبوك وفيديوهات توعوية حتى يتحقق على أرض الواقع.






