زخات رعدية وسيول صيفية تهدد مناطق المغرب وتدعو للحيطة

ما إن يظن المغاربة أن الصيف سيجلب لهم دفء الشمس وهدوء الأجواء، حتى تفاجئهم السماء بمفاجآت ليست في الحسبان.

حرارة مرتفعة تلسع الأرض والناس، تليها أمطار رعدية تخرج المدن والقرى الجبلية من سكونها إلى مشهد من السيول والفيضانات التي تفرض على الجميع إعادة التفكير في علاقتهم مع الطبيعة.

الحرارة والغيوم.. لقاء موسمي يبعثر الحسابات

المغاربة عاشوا هذا الأسبوع تحت وقع موجة حر قوية، دفعت السحب لتتكتل فوق رؤوس الجبال وتعد العدة لعروض رعدية لا تخطئ طريقها في العادة. هكذا تكررت الحكاية السنوية:

الشمس تلهب الأجواء ثم تخلي الساحة لعواصف مفاجئة، تجعل من الأودية شرايين جامحة لا تفرق بين حجر وبشر.

الأرصاد تدق ناقوس الخطر والمواطنون في مواجهة الطبيعة

المديرية العامة للأرصاد الجوية اختارت هذه المرة أن تنبه السكان بنشرة إنذارية من مستوى برتقالي. العيون تتجه نحو أقاليم مثل الحاجب وإفران وبولمان، وغيرها من المناطق التي تعيش على وقع زخات رعدية قد تحمل معها البرد والرياح الهوجاء.

التحذيرات واضحة: استعدوا للسيول ولا تستهينوا بغضب السماء، فالحرارة والرطوبة في الجو كافيتان ليخرج المطر عن طوره المعتاد ويعلن نفسه سيد المشهد.

الخبراء يشرحون.. لكن من يفهم لغز الطقس المغربي؟

الدكتور قروق، أستاذ علم المناخ، لم يجد وصفاً أدق من أن الأمر مرتبط بشرطين لا ثالث لهما: الحرارة المرتفعة ونسبة الرطوبة. حين تصعد الكتل الهوائية الساخنة وتصطدم بأخرى باردة، يبدأ العرض الحقيقي. الزخات تتساقط بقوة، الأودية تنتفخ، والناس يقفون في حيرة من أمرهم أمام قوة الطبيعة.

أما الخبير البيئي بنرامل، فقد أكد أن ما يحدث في الصيف المغربي ليس مجرد أمطار عادية، بل عواصف موسمية تحتاج لتحسيس دائم، ونشرات دورية، ووعي مجتمعي حتى لا يتحول المطر من نعمة إلى نقمة، كما حدث في سيول تيزيرت بتارودانت.

مطلوب: يقظة أكبر واستفادة ذكية من ماء السماء

في قلب كل هذه الفوضى الطبيعية، تظل أصوات الجمعيات المدنية والفاعلين المحليين ترتفع مطالبة بتوعية السكان، ونشر رسائل التحذير، وتفادي مغامرة عبور الأودية أو الاقتراب من الأنهر. فالمسؤولية اليوم مشتركة بين الجميع:

سلطات، مجتمع مدني، سكان القرى والمدن، حتى لا يتكرر سيناريو الخسائر البشرية والمادية كل صيف.

وفي النهاية، إذا كانت الأمطار الطوفانية واقعاً صيفياً لا مفر منه، فلم لا نحول هذه الظاهرة إلى فرصة للادخار والاستفادة من موارد الماء، بدل أن نكتفي بعد كل عاصفة بعدّ الخسائر ومشاهدة صور السيول على وسائل التواصل؟

Exit mobile version