
بولعجول: ست سنوات في القيادة… ولا إشارة نهاية للحوادث
بولعجول: ست سنوات في القيادة… ولا إشارة نهاية للحوادث
الأرقام تتكلم، والشارع يئن، والوكالة الوطنية للسلامة الطرقية تكتفي بالتفرج. خلال أسبوعٍ واحد فقط، بين 27 أكتوبر و2 نونبر، سجّلت البلاد 2390 حادثة سير داخل المناطق الحضرية، حصدت أرواح 24 مواطنًا، وخلّفت 3280 مصابًا، بينهم 143 إصابة خطيرة. ورغم فداحة الأرقام، ما زالت الوكالة التي يرأسها بناصر بولعجول تعتقد أن السلامة الطرقية تُحلّ بشعار توعوي هنا، و”كبسولة تحسيسية” هناك.
حرب الطرق لا تزال مستمرة، والضحايا يتساقطون كما تتساقط الأوراق اليابسة في الخريف. لكن بولعجول، الذي يجلس على رأس “ناصحة”، لا يبدو أنه يشعر بالحرارة التي تحرق جيوب الأسر وتكسر عظام المواطنين في الطرقات. ست سنوات مرّت على تأسيس الوكالة، والنتيجة؟ المزيد من الدماء، والمزيد من الحملات الفارغة.
الأمن الوطني بدوره سجّل 49 ألف مخالفة خلال الأسبوع نفسه، وأحال 8720 ملفًا على النيابة العامة، وتم استخلاص أكثر من 8 ملايين درهم من الغرامات. ومع ذلك، لم تنخفض الحوادث، ولم نرَ تحسنًا في سلوك السائقين، ولم تنجح “منشورات الفيسبوك” الرسمية في وقف النزيف.
الواقع أن بولعجول يقود وكالة يبدو أنها أكثر اهتمامًا بالميزانيات والعروض التقديمية من أرواح الناس. وكالة تشتغل داخل المكاتب المكيفة بينما تشتعل الطرق بالدماء والحوادث، وتسير البلاد في دوامة قاتلة عنوانها: “نفس الأخطاء، ونفس التبريرات، ونفس الصمت الرسمي”.
هل نحتاج إلى وكالة تُنظّم الحملات؟ أم نحتاج إلى دولة تُنظّم الحياة؟
هل نحتاج إلى رئيس وكالة يُحسن الحديث أمام الكاميرات؟ أم إلى جهاز قادر على إحداث تغيير فعلي في السلامة الطرقية؟






