
الأمن المغربي يجهض مخططًا إرهابيًا خطيرًا في الرباط
كيف تمكنت فتاة عشرينية من التسلل إلى قلب تنظيم داعش؟ ولماذا اختارت الرباط هدفًا لهجومها؟
شهدت العاصمة الرباط، يوم الجمعة الماضي، لحظة أمنية فارقة أعادت التذكير بفعالية أجهزة الأمن المغربي في التصدي للتهديدات الإرهابية، حيث أوقفت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بناء على معلومات دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، طالبة شابة لم يتجاوز عمرها الواحدة والعشرين سنة،
كانت تتابع دراستها في أحد المعاهد التقنية العليا، لكنها اختارت السير في طريق مظلم رفقة جماعة داعش.
شابّة في قلب العاصفة: قصة متطرفة تصنع الحدث
لم تكن المشتبه فيها سوى طالبة عادية في نظر زملائها، غير أن الأجهزة الأمنية كشفت انخراطها بشكل فعلي في التحضير لمشروع إرهابي وشيك. لقد اكتسبت خبرة في صناعة المتفجرات وتحضير السموم، بل وكانت تخطط لاستهداف منشأة دينية معروفة في الرباط. التفاصيل تشير إلى أنها لم تكتفِ بالأفكار المتطرفة فقط، بل قامت بتجهيز معدات ومواد قابلة للاشتعال، وأخفت مخطوطات تحرض على العنف والتطرف.
تفاصيل عملية أمنية محكمة وتعاون استخباراتي دولي
هذه العملية الأمنية الدقيقة لم تكن لتتحقق لولا التنسيق الوثيق بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والأجهزة الفرنسية المختصة، حيث مكنت التحريات من كشف هوية الطالبة وتتبع نشاطها حتى لحظة التوقيف.
عملية التفتيش أسفرت عن ضبط مواد خطرة ومضبوطات تكرس انزلاقها نحو التطرف، في مشهد يعكس حجم التحدي الذي يواجهه المغرب في مجال مكافحة الإرهاب.
استباق الخطر: الأمن المغربي يتفوق مجددًا
يؤكد بلاغ المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن هذه العملية لم تكن مجرد ضربة عادية، بل تُجسد أهمية العمليات الاستباقية لحماية أمن المملكة وسلامة مواطنيها.
فمع تزايد الضغوط ومحاولات التنظيمات الإرهابية الدولية استهداف المغرب، يُثبت التنسيق الأمني بين الرباط وباريس أن الاستباقية والكفاءة عنوان المرحلة، خصوصًا في ظل استهداف الفئات الشابة عبر الفضاء الرقمي.
أسئلة معلقة: من يقف وراء استقطاب هذه الفتاة؟
التحقيقات لا تزال مستمرة تحت إشراف النيابة العامة المختصة بقضايا الإرهاب، وسط مساعٍ للكشف عن الشبكات أو الأفراد الذين تورطوا في استقطابها ودفعها نحو طريق العنف. كما يُنتظر أن تكشف التحريات القادمة عن مدى ارتباطها بتنظيمات إرهابية أخرى، محليًا أو دوليًا.