صلاح عبقري: حين يصطدم الحلم الحزبي بجدار وزارة الداخلية

صلاح عبقري: حين يصطدم الحلم الحزبي بجدار وزارة الداخلية

لم يكن الشاب صلاح الدين عبقري يتوقع أن يتحول صعوده السريع داخل شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة إلى منعطف قد يُقصيه من السياسة قبل أن تُمنحه فرصة الكلام. فبعد انتخابه رئيسًا للشبيبة الحزبية، وجد نفسه فجأة في مواجهة قانون بارد لا يعرف المجاملة ولا لغة الطموح.

عبقري، الذي يشتغل في الأصل موظفًا بوزارة الداخلية، اصطدم بواقع قانوني جديد يمنع موظفي الوزارة من الانتماء أو تحمل مسؤوليات داخل هيئات سياسية. وبالرغم من انتقاله مؤخرًا إلى ديوان وزير الشباب والثقافة خلال سنة 2021، إلا أن وضعيته الإدارية ما تزال مرتبطة بوزارة الداخلية، ما يعني بصيغة واضحة: إما السياسة أو الوظيفة… ولا خيار ثالث.

وبينما كان الحزب يحتفل بوجوه شابة “تُجدد الدماء”، جاء القانون ليذكر الجميع بأن الدولة ليست ساحة تجارب، وأن الانتماء السياسي في بعض المواقع ليس حقًا… بل مخاطرة محسوبة بزمن ومرسوم إمضائه وزارة الداخلية.

الأغرب من كل ذلك، أن المهلة القانونية لتغيير الإطار الوظيفي تتطلب أكثر من سنتين وفق النصوص التنظيمية الجديدة، ما يعني أن بقاء عبقري على رأس الشبيبة قد يصبح مجرد مرحلة مؤقتة، بانتظار قرار قد يصدر من وزارة الداخلية لحسم مصيره.

هكذا وجد الشاب نفسه بين طموح سياسي مشروع، وقانون إداري صارم لا يعترف بالعاطفة ولا بالنيّات الحسنة.
فهل سيدفع وزارة الداخلية لتمنحه الضوء الأخضر؟ أم سيغادر السياسة بصمت… قبل أن يبدأ المشهد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى