أكاديمية الشباب الاستقلالي.. مشروع سياسي أم واجهة حزبية غامضة؟

أكاديمية الشباب الاستقلالي…حفل ترحيب.. بأسئلة مؤجلة

احتفلت الأكاديمية الاستقلالية للشباب باستقبال فوجها الأول من المنخرطين الجدد، في أجواء رسمية حاولت إضفاء طابع التجديد والانفتاح على العمل السياسي داخل حزب الاستقلال.

لكن خلف الكلمات المنمقة والزغاريد التنظيمية، يطفو سؤال بسيط ومزعج في آنٍ واحد: ما هذه الأكاديمية أصلًا؟

متى تأسست؟

ومن يقرر فيها؟

ومن منحها صفة النطق باسم شباب الحزب دون أن يعلم الشباب أنفسهم كيف وُلدت؟

الاسم استقلالي.. والهيكلة مجهولة

من يطالع اسم الأكاديمية يظن أنها امتداد طبيعي للشبيبة الاستقلالية أو على الأقل هيكل موازٍ لها يخضع لنفس آليات العمل والمؤسسات. لكن الحقيقة غير ذلك تمامًا.

لا أحد يعرف تاريخ التأسيس ولا طبيعة الأعضاء. هل هم منتخبون؟ هل عُيّنوا في الظل؟

من فتح باب التسجيل؟

ومن أغلقه في وجه بقية مناضلي الحزب؟

حتى داخل هياكل الشبيبة، لا يُخفى الاستغراب من هذا الجسم السياسي الجديد الذي لا يخضع لأي مساءلة تنظيمية، وكأنه مشروع شخصي يحمل لافتة الحزب لكنه لا يمر عبر مؤسساته.

الكاتب العام للشبيبة.. الغائب الحاضر

في مشهد لا يخلو من رمزية حزينة، غاب الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية عن أنشطة الأكاديمية، وكأن الأمر لا يعنيه. غيابه لم يكن مجرد عذر إداري، بل رسالة سياسية قد يفهمها البعض على أنها اعتراض صامت على طريقة تمرير المشروع من فوق الرؤوس.

كيف يمكن لأكاديمية تحمل اسم الحزب وتستهدف شبابه أن تنظم نشاطًا بهذا الحجم دون حضور قيادة الشبيبة؟

وكيف تُدار أمور بهذا الشكل دون حوار مؤسساتي؟ وهل باتت الشبيبة اليوم مجرد ضيف غير مرغوب فيه في بيتها؟

منسق الأكاديمية.. قيادة من الظل؟

المثير أيضًا أن منسق الأكاديمية ليس اسمًا عابرًا، بل عضو في المجلس الوطني للحزب لعدة ولايات، ما يجعل من موقعه قوة تنظيمية موازية لا تخضع لا للمحاسبة الداخلية ولا لأعراف الديمقراطية الحزبية.

فهل الأكاديمية مشروع شخصي مموّل من الحزب؟

أم أنها خطوة لإعادة تشكيل العمل الشبابي خارج قنواته الرسمية؟ ولماذا يتم استثمار كل هذا في مشروع غير واضح الحدود ولا معروف الانتماء المؤسسي؟

هل نحن أمام عمل تنظيمي فعلي؟ أم نسخة مصقولة من الولاء الحزبي؟

إذا كان الهدف المعلن من الأكاديمية هو تعبئة الشباب وإدماجهم في الفعل السياسي، فإن أول ما يُطلب من مشروع كهذا هو الشفافية والمشروعية التنظيمية.

أما أن يتم تقديم الفوج الأول وكأنه انتصار تاريخي في غياب معايير الانتقاء، وتحت غموض تام حول الأدوار والمخرجات، فهذا لا يبشّر إلا بمزيد من التصدع داخل صفوف الشبيبة. لأن الشاب الذي لا يُفهمه الحزب، لن يفهم مشروعه مهما تم تلميعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى