
شارع لالة أمينة والمزرعة في سلا يغرقان في الظلام والمجلس غائب
سلا تشتكي الظلام والمجلس منشغل بالتصريحات
في مدينة تقول إنها العاصمة العلمية والتاريخية، تغيب الإنارة العمومية كما لو أن الكهرباء ترف لا ضرورة له.
شارع لالة أمينة وشارع المزرعة مجرد نموذجين من أحياء كثيرة في سلا باتت تعيش تحت جنح الظلام، ليس بسبب الليل فقط، بل بسبب أعطاب لم تُصلح، ومصابيح لم تُستبدل، وزجاجات مضيئة لم يُفكر فيها أحد.
ويبدو أن شركة “سلا نور” المفوض لها تدبير هذا المرفق، فهمت تفويض الإنارة على أنه تفويض بإطفاء المدينة لا إنارتها.
الظلام يخدم اللصوص.. والمواطن ضحية التراخي
مع كل ليلة تنزل، تنشط خفافيش الليل في الأزقة والنقاط المظلمة. مواطنون لا يملكون سوى أن يعبروا الطرقات وهم يتلفتون خلفهم، والنساء يتحولن إلى رهائن الخوف كلما تجاوزت الساعة التاسعة.
السرقة أصبحت رياضة ليلية في بعض الأحياء، والإنارة العمومية صارت مجرد ذكرى من أيام مضت، بينما يستمر المجلس الجماعي في إطلاق وعود الإنارة الذكية والتحول الرقمي، وكأن المدينة تسير بخطى ثابتة نحو “الضوء الافتراضي”.
أعمدة دون كهرباء.. أمثلة على العبث الرسمي
الأعمدة موجودة، لكن بدون روح. في أحياء كثيرة، تظهر أعمدة الإنارة شامخة في الفراغ، دون أي اتصال بالشبكة الكهربائية.
في أماكن أخرى، لا وجود لها إطلاقًا، فقط مساحة من الظلام ينتشر فيها الخوف. ومع أن الصيانة تُفترض أن تكون جزءًا من عمل شركة “سلا نور”، إلا أن الواقع يقول شيئًا آخر. المصابيح التالفة لا تُعوض، والحفر تبتلع الأسلاك، والمواطن يدفع الثمن من ماله وأمنه.
شركة “سلا نور”.. مفوضة بالإخفاق؟
الانتقادات تلاحق هذه الشركة منذ شهور، لكن لا حياة لمن تنادي. أعطال متكررة، غياب تام للصيانة، وانقطاعات لا تجد من يشرحها. ومع ذلك، لا المجلس الجماعي يتحرك، ولا دفاتر التحملات تُفعّل.
البعض يرى أن “سلا نور” مجرد واجهة تقنية لعجز سياسي، وأن من فوّض لها التسيير نسي أن يتابع أو يُحاسب.
المجلس الجماعي.. أين المراقبة؟
الساكنة لا تفهم كيف لمجلس جماعي بكامله أن يعجز عن متابعة شركة أو فرض احترام بنود العقد. المستشارون الجماعيون يتقاذفون الاتهامات، والمعارضة تطالب بتجربة الرباط حيث كل مقاطعة تدبّر إنارتها بنفسها.
أما الأغلبية، فتكتفي بالتبرير وإلقاء المسؤولية على نقص الموارد، وكأن الكهرباء تحتاج لخطاب سياسي لا سلك توصيل بسيط.
فشل في التدبير المفوض.. والساكنة تطالب بالقطيعة
المجلس فوّت الإنارة لشركة قال إنها ستُضيء سلا وتُخفف من الإنفاق، فكانت النتيجة مدينة شبه منطفئة. وما يزيد الوضع استفزازًا هو أن “سلا نور” تشتغل بآليات الجماعة نفسها، أي أن المجلس فوّت المرفق لنفسه ثم عجز عن محاسبة نفسه.
معادلة غريبة لا يفهمها إلا من اختبر عبث بعض المؤسسات المنتخبة.






