
هل يغادر السنتيسي سفينة الحركة الشعبية؟ ترشيح بلون الاستقلال يثير الجدل
بين الحركة والاستقلال.. هل حسم السنتيسي اختياره؟
تعيش الساحة السياسية في سلا حالة من الترقب والهمس، بعد أن راجت بقوة أخبار تتحدث عن احتمال مغادرة إدريس السنتيسي، القيادي البارز في حزب الحركة الشعبية، لسفينة السنبلة نحو حزب الميزان.
الحديث عن هذه الخطوة لم يأتِ من فراغ، بل تغذيه صراعات داخلية تخيم على أجواء الحركة، وتحديدا التوتر القائم بين السنتيسي وقيادات بارزة داخل الحزب، أبرزهم الأمين العام محمد أوزين ورفيقته السياسية حليمة العسالي.
ورغم أن السنتيسي يترأس الفريق الحركي بمجلس النواب، إلا أن مصادر حزبية مقربة تؤكد أن علاقته بالمطبخ الداخلي للحزب لم تعد على ما يرام. هذه التوترات، إلى جانب التحالف العائلي مع حزب الاستقلال من خلال شقيقه عمدة مدينة سلا، جعلت فرضية ترشحه باسم حزب الاستقلال خلال الانتخابات التشريعية المقبلة أمرا غير مستبعد، بل قابلًا للتنزيل في أية لحظة تسبق الحسم الانتخابي.
شقيقه الاستقلالي يفتح الباب.. وسلا تترقّب إعادة توزيع الأدوار
التحاق إدريس السنتيسي بحزب الاستقلال سيكون له وقع سياسي خاص في مدينة سلا، ليس فقط لثقل اسمه الانتخابي، بل لكون شقيقه يشغل منصبًا مفصليًا كعمدة العاصمة المجاورة للرباط، وهو ما قد يسهل على القيادي الحركي إعادة ترتيب أوراقه في دائرة انتخابية طالما كانت موطن قوته.
الجمع بين العلاقة الأسرية والانتماء السياسي المشترك قد يعطي لهذا السيناريو طابعا أكثر واقعية، خاصة إذا استمر الجمود داخل الحركة الشعبية، وازدادت حدة التوتر بين رموزها.
لكن النفي حاضر.. ومصادر تصف الأمر بالإشاعة
في المقابل، لم تمر هذه التسريبات دون رد من الدوائر القريبة من السنتيسي، حيث نفت مصادر موثوقة وجود أي نية حقيقية لدى هذا الأخير لمغادرة الحركة الشعبية. ووصفت تلك المصادر ما يروج بأنه مجرد إشاعات لا أساس لها، هدفها التشويش على موقع الرجل داخل الحزب وإضعاف مكانته القيادية في المرحلة المقبلة.
وأضافت أن العلاقة بين السنتيسي والحركة ما تزال قوية، وأن أي حديث عن انسحاب أو انتقال إلى حزب آخر يفتقر إلى الحد الأدنى من المصداقية.
الخلافات الداخلية تكشف الهشاشة التنظيمية
ما لا يمكن تجاهله، رغم كل النفي، هو أن حزب الحركة الشعبية يعيش على وقع تصدعات داخلية لم يعد بالإمكان إخفاؤها. الخلافات بين القيادات التاريخية والجيل الجديد، والتباين في الرؤية حول موقع الحزب في الخريطة السياسية، كلها عوامل تُغذي هذا النوع من التسريبات، وتفتح المجال واسعًا أمام تأويلات كثيرة، لا سيما في ظل اقتراب العدّ التنازلي للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
الرهانات الانتخابية تُعيد خلط الأوراق
سواء كان الحديث عن انتقال السنتيسي إلى الاستقلال مجرد إشاعة أم بداية لتحرك فعلي خلف الكواليس، فإن ما يجري يعكس واقعًا سياسيا هشًا تتخبط فيه الأحزاب التقليدية في المغرب.
التهافت على التموقعات الجديدة، والبحث عن ألوان أكثر أمانًا، باتا سمة بارزة تسبق كل محطة انتخابية، ما يجعل الناخب بدوره حائرًا أمام مشهد سياسي لا يستقر على حال.






