هجوم إيراني بالصواريخ والمسيّرات يهز إسرائيل وتصعيد خطير في المنطقة

تشهد منطقة الشرق الأوسط فصلاً جديداً من التوتر العسكري، بعدما شنت إيران هجوماً عنيفاً على العمق الإسرائيلي مستخدمة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الانتحارية، في مشهد لم تعرفه المنطقة منذ سنوات طويلة. التصعيد الأخير يأتي بعد أيام فقط من قصف إسرائيلي طال منشآت نووية وقواعد عسكرية في عمق إيران، مما دفع الطرفين إلى مواجهة مفتوحة تحمل مخاطر الانزلاق نحو حرب إقليمية واسعة.

عملية مركبة تضع تل أبيب وحيفا في قلب العاصفة

في ساعات المساء، أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية أن الحرس الثوري، إلى جانب وحدات من الجيش، أطلق عملية أسمتها “الوعد الصادق 3” استهدفت مدينتي تل أبيب وحيفا مباشرة.

العملية استخدمت مزيجاً من الصواريخ الباليستية والمسيّرات الانتحارية، حيث أوردت وكالة فارس الإيرانية أن الهجمات تسببت في اندلاع حرائق بمناطق عدة من مدينة حيفا، بينما ظل الغموض يلف مدى الخسائر في تل أبيب، وسط حالة استنفار غير مسبوقة في صفوف الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

إيران تكشف تفاصيل الهجمات وتتوعد بالمزيد

المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني أكد أن العملية لن تكون الأخيرة، بل أشار إلى أن موجات الهجوم ستتواصل حتى صباح الثلاثاء، في رسالة واضحة لإسرائيل بأن طهران مستعدة للمواجهة الطويلة.

وذكر الحرس الثوري أنه نفذ بالفعل “الموجة التاسعة” من العملية، مع تسجيل 545 عملية مسيّرة خلال 72 ساعة فقط، وهو رقم يعكس حجم التصعيد ومستوى التحدي في الصراع الدائر.

تدمير منظومات دفاعية واستمرار رسائل التهديد

لم تتوقف إيران عند الإعلان عن الهجمات، بل صرحت وكالة فارس نقلاً عن مصدر مطلع أن طائرة مسيّرة إيرانية نجحت في تدمير منظومة دفاع إسرائيلية بعيدة المدى. إذا تأكدت هذه المعلومات، فإنها تمثل تطوراً نوعياً في قدرات إيران على اختراق منظومات الحماية الإسرائيلية المتطورة، وتبعث برسائل مباشرة إلى كل من واشنطن وحلفاء تل أبيب في المنطقة.

رد فعل إسرائيلي واستنفار داخلي

الهجوم الإيراني جاء كرد فعل على ضربات إسرائيلية عنيفة استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية داخل إيران فجر الجمعة الماضي، وأسفرت عن مقتل أكثر من مائتي شخص وإصابة الآلاف بحسب التلفزيون الإيراني.

إسرائيل، التي تكبدت خسائر في الأرواح والممتلكات جراء الرد الصاروخي الإيراني، أكدت عبر مكتب إعلامها الحكومي مقتل 24 شخصاً وإصابة ما يقارب ستمائة آخرين، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة في مناطق متعددة.

حرب نفسية وتصريحات لافتة من الطرفين

وفي خضم هذا التصعيد، تبادل قادة البلدين رسائل التحدي عبر الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. فقد كتب المرشد الإيراني علي خامنئي تدوينة عبر منصة “إكس” أعلن فيها أن إيران ستتغلب على الكيان الصهيوني، واصفاً الهجوم بأنه “نصر من الله وفتح قريب”.

هذه الرسالة جاءت عقب تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمح فيها إلى احتمال استهداف خامنئي شخصياً، مؤكداً أن مثل هذه الخطوة “لن تؤدي إلى تصعيد بل ستنهي الصراع”، في حديثه لقناة “ABC” الأمريكية.

تصعيد يحمل المنطقة نحو المجهول

التطورات الجارية تنذر بمخاطر حقيقية على استقرار المنطقة بأسرها، مع ارتفاع وتيرة الهجمات واستخدام الأسلحة النوعية من الطرفين.

المراقبون يحذرون من أن استمرار هذا التصعيد قد يقود الشرق الأوسط نحو سيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصة مع دخول أطراف إقليمية ودولية على خط الأزمة. وإذا كان الهجوم الإيراني قد أسقط أقنعة الردع التقليدي، فإنه في المقابل وضع إسرائيل أمام تحديات أمنية وعسكرية غير مسبوقة، وسط قلق عالمي من اتساع رقعة الصراع.

Exit mobile version