
نزار بركة يدين الفساد… وينسى أن حزبه جزء من الحكاية
نزار بركة يدين الفساد… وينسى أن حزبه جزء من الحكاية
في ملتقى شبابي حضره أكثر من 1500 مشارك، خرج نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، بتصريح يثير الجدل أكثر مما يثير التصفيق، حين قال إن الفساد في المغرب لم يعد مشكلة قوانين أو مؤسسات، بل أصبح “أزمة قيم مجتمعية”. كلام يبدو جميلاً… لولا أن قائله جزء من السلطة وليس معارضاً من خارج المشهد.
بركة لم يكتف بوصف الفساد، بل أضاف أن المجتمع أصبح يمجّد من يغتني بطرق مشبوهة، ويعتبر النزيه شخصاً ساذجاً. لكن ما لم يقله الرجل هو أن أخطر أنواع الفساد ليس ما يفعله بعض الأفراد، بل ما يُمارس بصمت من داخل المؤسسات، حين تُقتل المحاسبة وتُدفن المسؤولية تحت شعارات الأخلاق والهوية الوطنية.
المفارقة أن حزب الاستقلال، الذي يقوده بركة اليوم، كان حاضراً في أغلب الحكومات منذ الاستقلال، وشاهداً – بل شريكاً – في صناعة هذا الواقع الذي ينتقده اليوم. فهل كان الفساد طارئاً، أم مجرد حقيقة مؤجلة لا تُعلن إلا عندما نقترب من الانتخابات؟
على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تمر كلمات بركة مرور الكرام. علّق البعض قائلين:
“بما أنك تعرف أن الفساد منتشر، لماذا جلست في الحكومة؟ومن الذي أسقط قانون الإثراء غير المشروع؟
ومن الذي سكت عن ملف المحروقات؟”
تعليقات أخرى كانت أكثر صراحة:
“بركة ينتقد الفساد وكأنه زعيم المعارضة، وليس وزيراً سابقاً وعضواً في الحكومة!”
ورغم ذلك، تبقى نقطة الضوء في تصريحاته أنّه لامس جوهر المشكلة: فقدان الثقة، وانقلاب القيم، واعتبار “الهمزة” ذكاء و“النزاهة” غباء. لكن السؤال الذي بقي دون جواب هو: هل محاربة الفساد تبدأ من الخطب… أم من الجرأة على فتح الملفات؟
اليوم، لا يحتاج المغاربة لخطابات أخلاقية، بل إلى قرارات تُعيد للسياسة معناها، وتربط المسؤولية بالمحاسبة فعلاً لا شعاراً.






