موازين الملايير وفضيحة “الساونا الجماعية” في مسرح محمد الخامس

موازين.. صيف ساخن وساخن جدًا

ما كان متوقعًا أن يكون ليلة ساحرة في قلب الرباط، تحول بقدرة عجيبة إلى تجربة أشبه بدروس “الحمام البلدي” لكن هذه المرة مع الموسيقى العراقية بدل الزغاريد! هكذا عاش جمهور كاظم الساهر، وهو يئن تحت حرارة لا تطاق، في قاعة أشهر مسارح المملكة، مسرح محمد الخامس، الذي نسي القائمون عليه أهم أبجديات الاستقبال: الهواء النقي والتكييف.

ميزانية بالملايير و”زيرو تكييف”

من المضحك المبكي أن مهرجان موازين الذي يصرف أكثر من مئة مليار سنويًا، فشل في توفير نسمة هواء واحدة للجمهور الذي لم يبخل بدوره في دفع أثمان تذاكر وصلت إلى آلاف الدراهم. الكل كان ينتظر الساهر ليحلق في سماء العشق والطرب، لكن سرعان ما هبطت الأحلام إلى أرض الواقع، حين تحول المسرح إلى “ساونا جماعية” تحت سطوة الحرارة وسوء التنظيم.

من الرباط إلى العالمية.. “الفضيحة ماركة مسجلة”

المحظوظون، أو لِنَقُل الذين لم يذُبوا كليًا من شدة الحرارة، غادروا القاعة وهم يتساءلون كيف لمدينة الأنوار أن تستضيف حدثًا عالميًا بهذا الإهمال! مشاهد غاضبة لجمهور يحتج ويطالب باسترجاع أمواله، بينما شركات التنظيم تكتفي بالتفرج وكأن الأمر لا يعنيها. أما إدارة المهرجان فبدا وكأنها لا تميز بين الجو الحار والحضور الساخن للفنان العراقي.

احترافية على الورق فقط

المضحك أن الجهة المنظمة، التي تتغنى بشعارات الجودة والانفتاح على العالم، نسيت أن توفر أقل مقومات الاحترام للجمهور. مئات الملايين صُرفت على الدعاية والتنقل والفنادق، لكن عندما تعلق الأمر براحة الحاضرين، اختفت كل المعايير وتحولت سهرة كاظم إلى “امتحان صبر” قاسٍ لعشاقه.

درس في “سوء الإدارة المغربية”.. على مسرح الفضيحة موازين

ما وقع تلك الليلة في الرباط كان كافيًا ليكشف عمق أزمة تدبير المهرجانات الضخمة في المغرب. بلد صرف الملايير ليبني بنية تحتية مشرفة، فإذا بشركة التنظيم تُعيده سنوات إلى الوراء بصورة لا تليق بسمعته الدولية. حتى الجواب الرسمي غاب، وكأن الأمر مجرد “سحابة صيف” أو موجة حر عابرة.

الشارع يطالب بالمحاسبة لا بالتصفيق

جمهور كاظم الساهر خرج من المسرح مصدومًا، لا من روعة الحفل بل من فضيحة التنظيم التي لا تفسير لها. أصوات الغضب علت في مواقع التواصل، وكلهم يرددون نفس السؤال: كيف يُصرف كل هذا المال وتغيب الخدمات الأساسية؟ ألا يستحق المغاربة أن يحضروا حفلاتهم في ظروف إنسانية محترمة، بدل أن يتحولوا إلى “ضحايا للميزانية الضخمة”؟

Exit mobile version