مصافحة غائبة تفتح باب الاحتقان بين والي كلميم وأعيان القبيلة

مصافحة غائبة تفتح باب الاحتقان بين والي كلميم وأعيان القبيلة

خلال احتفالات الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، وفي لحظة كان يُفترض أن تجمع رمزية الدولة برمزية الانتماء، وقع ما لم يكن في الحسبان: يد ممدودة بلا رد، ومصافحة لم تكتمل.

الواقعة، التي التقطتها الكاميرات وسرعان ما تحوّلت إلى مادة للنقاش السياسي والقبلي، أخرجت قبيلة دوبلال عن صمتها، وأعادت أسئلة التمثيلية والاحترام المتبادل إلى الواجهة.

المعني بالأمر هو عبد الله نجامي، المنتخب الجماعي عن حزب العدالة والتنمية وأحد أعيان قبيلة دوبلال، الذي وجد نفسه في مشهد محرج حين تجاهل والي جهة كلميم وادنون مصافحته أمام عدسات الكاميرا، وكأن الأجواء الاحتفالية لا تشمل الجميع.

قبيلة دوبلال لم تنتظر كثيرًا، وأصدرت بيانًا استنكارياً وصف الواقعة بـ”المهينة”، بل وذهبت أبعد من ذلك حين تحدثت عن إقصاء سياسي ممنهج ضد أحد رموزها. البيان، وإن كُتب بلغة هادئة، حمل بين السطور غضبًا جماعيًا مكبوتًا، وفتح الباب أمام احتمال التصعيد إذا لم يتم تدارك الموقف.

القبيلة دعت صراحة وزير الداخلية إلى فتح تحقيق رسمي، محمّلة الوالي مسؤولية “سلوك لا يليق بمن يمثل الدولة”، على حدّ تعبيرها. أما حزب العدالة والتنمية، فقد وجد في الواقعة فرصة جديدة لـ”جبر الضرر السياسي”، وسارع بدوره إلى إصدار بيان يُدين ما وقع ويصفه بـ”المسيء لمؤسسة منتخبة تمثل الساكنة”.

المثير في القصة ليس فقط التوتر اللحظي، بل الظلال السياسية التي تلقيها الواقعة على العلاقة بين المجلس الجماعي والسلطة الولائية. فالحزب تحدّث عن توتر غير معلن، وعن مشاريع متعثرة وغياب تنسيق، وكأنّ المشهد برمّته أعمق من مجرد مصافحة مرفوضة.

هكذا، من “يد لم تُصافح” إلى “أزمة تمثيلية” تُطبخ على نار هادئة، تبدو جهة كلميم وادنون وكأنها تدخل منعطفًا جديدًا من الشدّ والجذب بين السلطة والمجالس، بين البروتوكول السياسي والحسابات الميدانية، بين “الرمز القبلي” و”الرسالة المركزية”.

Exit mobile version