محاكمة محمد بودريقة: الرأي العام يترقب تفاصيل الجلسة الثالثة

الدار البيضاء تحت المجهر: الرئيس السابق للرجاء يواجه اتهامات ثقيلة

تستعد المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء، يوم غد الثلاثاء، لاحتضان الجلسة الثالثة من محاكمة محمد بودريقة، الرئيس السابق لنادي الرجاء البيضاوي، في قضية باتت تشغل الرأي العام الرياضي والحقوقي على السواء، بالنظر إلى ثقل الاتهامات الموجهة إليه والتداعيات المحتملة لهذا الملف.

اتهامات متعددة تلاحق بودريقة

القضية لا تدور حول الرياضة هذه المرة، بل حول اتهامات جنائية خطيرة تتعلق بإصدار شيكات بدون مؤونة، والنصب، والتزوير في محرر عرفي واستعماله، والتوصل بغير حق إلى تسلم شهادة تصدرها الإدارة العامة واستعمالها.

عبارات قانونية قد تبدو للبعض جافة، لكنها تحمل في طياتها وقائع وتفاصيل جعلت من الملف محور اهتمام إعلامي واسع.

الدفاع عن النفس والتشكيك في الوثائق

محمد بودريقة لم يتردد في الجلسة السابقة في إعلان براءته من كل التهم الموجهة إليه، مؤكداً على أنه ليس وراء أي عملية تزوير تتعلق بشهادة المطابقة المثيرة للجدل.

وأوضح بودريقة أنه حصل على الوثيقة من مهندس كان يثق فيه، ما دفعه إلى مطالبة المحكمة بإجراء خبرة تقنية دقيقة على الشهادة، أملاً في كشف حقيقة الأمر ووضع حد للاتهامات التي يصفها بأنها “جائرة وغير مؤسسة”.

جلسة مؤجلة بسبب الظروف الصحية

الجلسة السابقة لم تخلُ من مفاجآت، فقد تقدّم بودريقة بطلب تأجيل النظر في الملف، مبرراً ذلك بتعب شديد أحس به أثناء الجلسة، الأمر الذي دفع المحكمة إلى الاستجابة للطلب وتأجيل الاستماع إليه.

وقد عبر بودريقة عن استغرابه من استمرار وضعه رهن الاعتقال الاحتياطي رغم تقديمه ما يعتبره أدلة قوية على براءته، مؤكداً ثقته في نزاهة القضاء المغربي وقدرته على إنصافه.

بين الرأي العام والإعلام: تضارب التوقعات

ملف بودريقة أصبح حديث المنصات الاجتماعية ووسائل الإعلام، حيث يتابع الجمهور تفاصيل القضية بتوتر وفضول كبيرين. بين من يعتبر المحاكمة اختباراً جديداً لاستقلالية القضاء أمام ضغوط الشارع، وبين من يرى فيها مجرد تطبيق صارم للقانون دون اعتبار للمكانة أو الخلفية الرياضية للمتهم.

تساؤلات حول شهادة المطابقة وموقف الهندسة

تبقى النقطة الأكثر إثارة للجدل في هذا الملف مرتبطة بشهادة المطابقة التي استعملها بودريقة، والتي يُشتبه في تزويرها. الرئيس السابق للرجاء شدد على أنه كان ضحية ثقة في مهندس مُعتمد، مؤكداً أن التحقيق التقني وحده كفيل بإظهار الحقيقة الكاملة، وهو ما جعل الدفاع يطالب بإجراء خبرة تقنية شاملة من طرف مختبر محايد.

العدالة في الميزان والشارع يترقب

تتجه الأنظار نحو المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء، حيث ينتظر أن تبتّ العدالة المغربية في ملف معقد تتشابك فيه الوقائع القانونية مع خلفيات رياضية وشخصية، بينما يظل بودريقة مصراً على براءته، في انتظار ما ستسفر عنه جلسة الثلاثاء.