مبابي وباريس سان جيرمان: صدام الأبطال يتحول إلى نزاع قانوني

اتهامات جديدة تزلزل جدران نادي العاصمة

لم تهدأ بعد عاصفة انتقال كيليان مبابي إلى ريال مدريد، حتى انفجرت أزمة جديدة بين النجم الفرنسي وناديه السابق باريس سان جيرمان، لتتحول من نقاشات الملاعب إلى دهاليز المحاكم الفرنسية. المدعي العام في باريس أكد، في تصريح رسمي، أن مبابي تقدم بدعوى يتهم فيها نادي باريس سان جيرمان بالتحرش الأخلاقي، مطالبًا بمستحقاته المالية الضخمة التي تصل إلى خمسة وخمسين مليون يورو، الأمر الذي أعاد العلاقة بين الطرفين إلى نقطة الصفر، بل وربما إلى ما دونها.

كيف تحول الانفصال إلى صدام علني؟

في تفاصيل هذه القضية المثيرة، يتهم مبابي النادي الباريسي بحرمانه من الأجور التي يستحقها، إلى جانب سوء المعاملة والإقصاء المتعمد عن الفريق الأساسي عقب قراره بعدم تمديد عقده لموسم إضافي. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل أطلق عليه مشجعو باريس سان جيرمان صيحات الاستهجان في آخر مباراة له على أرضية ملعب بارك دي برانس، ليخرج من الباب الضيق رغم كل الإنجازات والأرقام القياسية التي حققها للنادي.

الكواليس الخفية بين الوعود والأرقام

خلف الأضواء، يتضح أن الأزمة بدأت مع الوعود الكثيرة التي تلقاها مبابي من إدارة النادي، والتي لم تجد طريقها إلى التنفيذ. اللاعب، الذي ظهر في احتفالية توقيع العقد الجديد قبل موسمين وهو يحمل قميصًا برقم 2025، اكتشف لاحقًا أن العقد ينتهي فعليًا في 2024، مع وجود بند يسمح له وحده بتمديده، وهو ما رفضه صراحة ليشعل أزمة كبرى داخل النادي. ومع اقتراب نهاية عقده، مارس النادي ضغطًا رهيبًا على مبابي بعزله عن الفريق وإجباره على التدرب منفردًا، فيما يسميه الفرنسيون بـ”اللوفتينغ”، وهي ممارسة تثير الكثير من الجدل.

صراع الملايين ونهاية حلم باريس

باريس سان جيرمان، الذي منح مبابي في 2022 أغلى عقد في تاريخه، فوجئ برفض النجم المتوج بكأس العالم لأي محاولة للبقاء، حتى مع وصول عرض ضخم من الهلال السعودي. هكذا، تحول اللاعب من رمز للنجاح إلى عبء إداري ومالي، في لحظة انفجار بين المصالح والصورة العامة للنادي، ليقرر في النهاية الانتقال إلى ريال مدريد مجانًا، ويترك وراءه أزمة مدوية.

هل ينصف القضاء مبابي أم باريس سان جيرمان؟

المشهد الآن مفتوح على جميع الاحتمالات. فريق مبابي القانوني مصرّ على مقاضاة النادي بتهمة التحرش الأخلاقي والمماطلة في صرف الأجور، في حين يتمسك باريس سان جيرمان بروايته بأن اللاعب خالف الاتفاقات وقام بخطوات أربكت الإدارة. القضية لم تترك أثرها فقط في الأوساط الكروية، بل صارت مادة دسمة للصحافة والرأي العام، خصوصًا مع ظهور تفاصيل تتعلق بكيفية تعامل الأندية مع نجومها الكبار.

نهاية أم بداية لصراع جديد في كرة القدم الأوروبية؟

الأكيد أن قضية مبابي وباريس سان جيرمان ستبقى حديث الصحافة ومحور نقاش الجماهير، خاصة أنها تفتح بابًا واسعًا لمراجعة علاقة الأندية بنجومها، وتسلط الضوء على حقوق اللاعبين وأخلاقيات الإدارة في زمن العقود الضخمة والتوقعات المتزايدة. كل الأنظار الآن موجهة نحو القضاء الفرنسي، الذي سيحسم في واحدة من أكثر القضايا إثارة في عالم كرة القدم الحديث.

Exit mobile version