ماضي معهد المعادن بتويسيت في قلب الحاضر: لقاءات وفاء وأمل

ما بين الحنين للماضي والحماس للمستقبل تجمعت أعداد من خريجي معهد المعادن بتويسيت في لقاء استثنائي بمناسبة إحياء الذكريات الطيبة في يومي 25 و26 أبريل 2025. اللقاء الذي جمع بين خريجي سنوات 1978 إلى 2022، كان بمثابة جسر يربط بين الأجيال، لقاء لم يكن عادياً بل كان مليئاً باللحظات التي تظل راسخة في الذاكرة طيلة العمر.

لحظات لا تُنسى: لقاء الأجيال

من البداية كان اللقاء مفعماً بشعور من الاعتزاز العميق بمسار طويل من التكوين والعمل الجاد. أولى المحطات كانت زيارة المعهد، المكان الذي قضى فيه هؤلاء الخريجون أجمل سنوات العمر. المعهد الذي تحول مع مرور الزمن إلى صرح أكاديمي يجسد التفاني في العمل والتطوير. الخريجون، الذين مروا على هذه الأرض قبل عقود، أعادوا اكتشاف معهدهم الذي أصبح اليوم أكثر تطوراً وأحدث تجهيزاً، بما يليق بمتطلبات سوق العمل المتغيرة.

الندوة العلمية: بين الماضي والمستقبل

وبعد ذلك، تحولت الأنظار إلى الندوة العلمية التي كانت محور اللقاء. الشعبة التي كانت تعتبر من بين الأفضل في المنطقة، تخصص الهندسة الطبوغرافية، تم مناقشة برنامج التكوين الذي يتم تدريسه، والسبل التي يمكن من خلالها تحسينه ليتماشى مع المتطلبات الحالية للسوق. النقاشات كانت غنية، كل واحد منهم وضع يده على مفاصل القوة والضعف في التكوين، وكيف يمكن ربط الجانب الأكاديمي بالجانب العملي في المجال.

من التكوين إلى التجربة: حوار بين الأجيال

ولكن، كان هناك شيء آخر، شيء مهم، شيء يعزز التواصل ويقوي الروابط بين الخريجين والطلبة الحاليين. ندوات الحوار التي تمت بين الجيلين كانت مليئة بالتجارب والقصص التي عبرت عن تطور الأجيال. كل طرف كان يتطلع لمعرفة ما يعيشه الطرف الآخر، ما يواجهه من صعوبات وتحديات، وكيف يمكن تجاوزها. كانت فرصة لتبادل الخبرات العملية من جهة، والتطلعات المستقبلية من جهة أخرى، حيث كان الجواب المشترك أن روح المعهد التي تأسست على التعاون والانسجام لا تزال حية في قلوب الجميع.

مباراة في الكرة: الروح الرياضية تعزز الأخوة

ولأن اللقاء لم يكن فقط علمياً وثقافياً بل كان رياضياً أيضاً، فقد كان لابد من حضور المباراة الودية التي جمعت فريق الخريجين بفريق الطلبة. الأجواء كانت حماسية، لكن روح الرياضة والتعاون كانت طاغية. الهتافات، التمريرات، والابتسامات، كانت كلها تجسد المعنى الحقيقي للانتماء لهذا المعهد، ولم تقتصر المبارايات على أرضية الملعب فقط، بل كان هناك تواصل حقيقي بين الأجيال، حيث عكست المباراة قيم الرياضة والاحترام المتبادل بين الجميع.

الختام: تجديد العهد والوفاء

وفي نهاية هذه الأيام الجميلة، كان الختام لا يقل أهمية. الحفل الذي تم تنظيمه على شرف الأساتذة والإداريين الذين قدموا سنوات من العطاء والتضحية، كان بمثابة تكريم لهؤلاء الذين ساهموا في تكوين أطر مهنية قادرة على النجاح في عالم متغير. التذكارات والهدايا الرمزية كانت معبرة عن الامتنان الكبير لهؤلاء الأساتذة الذين شكلوا جزءاً لا يتجزأ من تاريخ المعهد.

ولكن، كان هناك شيء آخر، إعلان تأسيس جمعية خريجي معهد المعادن بتويسيت. هذا الإعلان لم يكن مجرد كلام، بل كان خطوة ملموسة لتعزيز الروابط بين الخريجين، وكان بمثابة وعد بإحياء وتطوير المعهد بشكل دائم.

في الختام: روح الانتماء لا تموت

اليوم، وبعد هذا اللقاء المميز، أكّد الحاضرون أن روح الانتماء لمعهد المعادن بتويسيت لم ولن تموت. على الرغم من مرور السنوات، إلا أن هذا المعهد يظل جزءاً من حياة خريجيه. يبقى معهد المعادن بتويسيت هو المكان الذي جمع بين الأجيال، وأسهم في بناء أطر فاعلة في المجتمع. اليوم، يمكن القول أن اللقاء كان أكثر من مجرد ذكرى، بل كان تجديداً للعهد والوعد بالاستمرار في دعم هذا المعهد بكل ما يمكن.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى