
فوضى تنظيمية في فاس تثير قلق الجماهير وتضع الجامعة تحت المجهر
عندما كان جمهور الكرة المغربية ينتظر احتفالية كروية في ملعب فاس الكبير، تحولت الأجواء إلى مشهد من الفوضى والاستياء.
اكتظاظ خانق عند المداخل، جماهير بلا تذاكر تتسلل، بوابات إلكترونية تتعطل، وكاميرات مراقبة خارج الخدمة. هكذا وجد آلاف المشجعين أنفسهم وسط دوامة من الفوضى والتنظيم المرتجل، ما حول المباراة إلى جرس إنذار حقيقي قبل أقل من سبعة أشهر على استضافة كأس أمم إفريقيا.
من فرحة الفوز إلى مرارة التنظيم
الجماهير التي قطعت مسافات طويلة على أمل متابعة منتخبها، اصطدمت بواقع قاس. سلاسل بشرية عند الأبواب، ساعات من الانتظار رغم توفر التذاكر الإلكترونية.
كثيرون فوجئوا ببوابات جانبية تُفتح دون ضوابط، ما سمح بتسلل أعداد غير معروفة من المتفرجين. ومع اختناق المدرجات، وجد عناصر الأمن أنفسهم في مواجهة مشهد أربك الجميع.
البنية الرقمية تحت المجهر
المفارقة أن الجامعة الملكية لكرة القدم سوقت نظام QR Code كحل ذكي لمحاربة السوق السوداء. غير أن تعطل هذا النظام كشف ضعف البنية الرقمية، وعرّى هشاشة الإجراءات التنظيمية التي فشلت في ضبط الدخول وضمان الانسيابية.
أما كاميرات المراقبة التي كان يعوّل عليها لضبط المخالفات، فغابت تمامًا عن الصورة، لتزيد من حدة التوتر في الملعب ومحيطه.
الخبراء يدقون ناقوس الخطر
الكل يتفق اليوم على أن التفاصيل الصغيرة تصنع الفرق في سمعة الدول المنظمة للبطولات الكبرى.
وعندما تصدرت مشاهد الفوضى عناوين الصحف والمنصات الدولية، تراجع رصيد الثقة في قدرة المغرب على تقديم نسخة استثنائية من كأس إفريقيا. الرهان لم يعد فقط على تحقيق الانتصارات داخل الملعب، بل صار أيضًا على تنظيم يليق بصورة المغرب القارية.
دعوات للإصلاح قبل فوات الأوان
تصاعدت المطالب بفتح تحقيق شامل في ما وقع بملعب فاس. الكل ينتظر تحديد المسؤوليات الإدارية والتقنية والأمنية، ومراجعة كاملة للبروتوكول التنظيمي، من بيع التذاكر الرقمية إلى توزيع القوات الأمنية، مرورًا بتحسين الخدمات اللوجستية.
أكثر من ذلك، يدعو مختصون إلى إشراك خبرات دولية والاستفادة من تجارب دول نظمت أحداثًا رياضية ضخمة، حتى لا تتكرر هذه الفوضى في ملاعب أخرى.
سمعة الكرة المغربية على المحك
فضيحة فاس ليست مجرد تعثر عابر، بل اختبار جدي لمنظومة الكرة المغربية. إما أن تُستغل كفرصة لإصلاح شامل واستعادة ثقة الجماهير، أو تتحول إلى كرة ثلج تهدد كل الجهود المبذولة لجعل المغرب عاصمة رياضية للقارة.