
فاجعة دراجة ثلاثية تخلف قتلى بقلعة السراغنة
في صباح دامٍ جديد هز إقليم قلعة السراغنة، تحولت رحلة عادية على متن دراجة ثلاثية العجلات إلى كارثة إنسانية بكل المقاييس، بعد أن فقد سائق المركبة السيطرة عليها على مستوى جماعة سور العز التابعة لدرك سيدي إدريس، مما أسفر عن مصرع سبعة أشخاص في عين المكان، بينهم السائق، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
فاجعة..النيابة العامة تتحرك والتحقيقات تنطلق
وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة لم يتأخر في التفاعل مع الحادث، حيث أصدر تعليماته بفتح بحث قضائي مستعجل للوقوف على ظروف وملابسات الواقعة. كما تم توجيه الأمر إلى الضابطة القضائية من أجل مباشرة التحقيق تحت إشراف النيابة العامة، بالتوازي مع نقل الجثامين إلى المستشفى الإقليمي بالمدينة، وتسريع إجراءات الفحص والدفن. بالموازاة مع ذلك، تم التكفل بالضحايا المصابين وتتبع حالتهم الصحية بدقة.
استنفار أمني وطبي واسع
الواقعة خلفت صدمة في صفوف الساكنة المحلية، واستنفارًا كبيرًا في صفوف الأجهزة الأمنية والسلطات الترابية. حيث حل عامل إقليم قلعة السراغنة، سمير اليزيدي، على وجه السرعة بالمستشفى الإقليمي، للإشراف المباشر على تطورات الحادث ومواكبة الوضع الصحي للمصابين، في مشهد يعكس حجم الفاجعة التي نكأت جرح النقل العشوائي من جديد.
فاجعة..ظاهرة الدراجات ثلاثية العجلات تحت المجهر
الحادثة تعيد إلى الواجهة جدلًا قديمًا حول ظاهرة استعمال الدراجات ثلاثية العجلات لنقل الأشخاص، خصوصًا في المناطق القروية وشبه الحضرية. فهذه الوسيلة التي صُممت في الأصل لنقل البضائع، تحولت في غفلة من أعين الرقابة إلى وسيلة نقل جماعي بديلة، رغم محدودية شروط السلامة التي توفرها. حوادث مشابهة تم تسجيلها في مناطق متعددة، لكن يبدو أن مأساة اليوم تفرض ضرورة التحرك الجاد والفوري.
ضرورة مراجعة السياسات الرقابية والتحسيسية
أمام تكرار هذا النوع من الحوادث المأساوية، يتجدد النقاش حول مدى نجاعة السياسات العمومية في مجال تنظيم النقل غير المهيكل. إذ بات من الملحّ تعزيز حملات التحسيس بمخاطر النقل العشوائي، وفرض رقابة صارمة على استغلال هذه المركبات خارج نطاقها الأصلي، بل والمضي قدمًا نحو وضع حلول بديلة تراعي حاجة المواطنين للنقل، دون التفريط في شروط السلامة والأمن.
فاجعة قلعة السراغنة لم تكن الأولى، وقد لا تكون الأخيرة ما لم يتم اتخاذ تدابير واضحة وجدية تضع حدًا لهذا النزيف الصامت، الذي يحصد الأرواح في الطرقات الهامشية للبلاد.