
غيثة بين الحياة والموت… هل تتحرك العدالة بعد دهسها على الشاطئ؟
لم تكن نهاية الأسبوع على شاطئ سيدي رحال عادية هذه المرة. لحظات الطفولة البريئة التي كانت تعيشها الصغيرة غيثة، البالغة من العمر أربع سنوات ونصف، تحولت في رمشة عين إلى مأساة تهز القلوب وتغضب النفوس.
حادث دهس مروع، نفذه سائق سيارة رباعية الدفع كان يجر وراءه دراجة مائية (جيت سكي)، ألقى بظلاله السوداء على شاطئ اعتاد زواره البحث عن المتعة لا عن الألم.
لهو الطفولة ينتهي بكابوس غيثة
في لحظة عابرة، قرر والد غيثة أن يترك مكان جلوسه ليبحث عن بعض الماء، بينما ظلت ابنته الصغيرة منهمكة في حفرة على الرمل، صنعتها أناملهما منذ الصباح. لم يكن أحد يتوقع أن تهور أحد السائقين سيحوّل تلك البقعة إلى مسرح جريمة، بعدما اخترق المكان بسرعة جنونية وسط المصطافين، ليصدم الصغيرة بعجلات السيارة والمعدات الثقيلة التي كان يجرها.
العائلة تصارع الألم والرأي العام يثور..سيدي رحال
الدموع لم تفارق عين والد غيثة وهو يروي تفاصيل الحادث الأليم، يصف كيف أن ابنته التي اعتادت أن تستقبله بابتسامة كل مساء، أصبحت اليوم ترقد في قسم العناية المركزة بين الحياة والموت. صدمة العائلة تضاعفت حينما دخل عليهم أحد أقارب السائق إلى المستشفى وبدلاً من تقديم المواساة، صدمهم بعبارات استفزازية: “حنا عندنا الفلوس”. كلمة واحدة كانت كفيلة بإشعال موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انطلقت دعوات بوسم #العدالة_لغيثة للمطالبة بمحاسبة كل متورط دون أي تمييز أو نفوذ.
غياب الرقابة يضاعف المآسي
حادثة غيثة كشفت من جديد عن الفوضى المتواصلة ببعض الشواطئ المغربية، حيث تغيب الرقابة الصارمة، وتُترك المساحات للعربات الضخمة والدراجات المائية لتصول وتجول بين المصطافين دون رقيب أو حسيب. أصوات كثيرة ارتفعت مطالبة السلطات بتشديد إجراءات السلامة ومراقبة الشواطئ بكل حزم حتى لا تتكرر مآسٍ مماثلة في المستقبل.
صرخة المجتمع: أوقفوا الاستهتار
لم تكن غيثة سوى ضحية جديدة للاستهتار والإهمال، لكن حكايتها هذه المرة أخرجت الغضب من دائرة العائلة إلى الفضاء العام. الكثيرون وجدوا في هذه المأساة سببًا للحديث عن ضرورة إعادة النظر في تنظيم الشواطئ وحماية الأطفال والمصطافين من مخاطر لا ذنب لهم فيها. فهل تتحرك الجهات المعنية لوضع حد لهذه الفوضى، أم سنظل نسمع كل صيف عن ضحية جديدة على رمال شواطئنا؟