
غليان داخل حزب الاستقلال بسبب “كعكة” المناصب العليا!
غليان داخل حزب الاستقلال بسبب “كعكة” المناصب العليا!
يعيش حزب الاستقلال هذه الأيام على إيقاع احتقانٍ داخلي غير مسبوق، بعدما تفجّر الجدل حول الأسماء المقترحة لتولي مناصب عليا داخل القطاعات التي يشرف عليها وزراء الحزب، في وقتٍ يتساءل فيه عدد من الاستقلاليين عن المعايير الغامضة التي يتم بها اختيار المستفيدين من هذه التعيينات.
مصادر حزبية كشفت أن نزار بركة، الأمين العام للحزب، أعدّ لائحة خاصة تضمّ أسماء مقترحة لتعيينها في المناصب العليا التي يُتداول بشأنها داخل مجلس الحكومة، قبل نهاية الولاية الحالية، ما اعتبره البعض محاولة لتوزيع “غنائم المرحلة” قبل فوات الأوان.
الغضب داخل الحزب لم يأتِ من فراغ؛ فالكثير من المناضلين عبّروا عن استيائهم من “احتكار المناصب” من طرف دائرة ضيّقة مقربة من القيادة، خصوصًا بعد أن استفاد عدد من أعضاء الشبيبة الاستقلالية من تعيينات مريحة داخل دواوين وزارية ومناصب إدارية عليا، رغم حداثة عهدهم بالوظيفة العمومية.
وفي خضمّ هذا التوتر، برز اسم عبد الصمد قيوح، وزير النقل، الذي يُتّهم هو الآخر بإعداد قائمة داخلية لتعيين مسؤولين محسوبين عليه، وسط حديثٍ عن “معايير سرّية” لا يعرفها سوى الوزير نفسه، خاصة بعد تنصيبه كاتبًا عامًا جديدًا للوزارة في ظرفٍ وُصف داخل الحزب بـ“الحساس”.
ويرى متابعون أن ما يجري داخل حزب الميزان يكشف وجهًا آخر من أزمة الثقة بين القيادة والقاعدة، ويؤكد أن منطق “الولاءات” ما زال يتحكّم في توزيع المناصب أكثر من الكفاءة والاستحقاق.
فالاستقلال الذي كان يُقدّم نفسه كمدرسةٍ في القيم والمبادئ، بات اليوم ـ كما يقول أحد الغاضبين من داخل الحزب ـ “مدرسة في كيفيّة توزيع الكراسي قبل نهاية الحفلة”.
وفي انتظار أن يخرج نزار بركة عن صمته، يبدو أن البيت الاستقلالي يغلي من الداخل، وأن الحديث عن “التجديد” و”الشفافية” لم يعد يقنع حتى أبناء الحزب أنفسهم.






