عاشوراء تتحول إلى فوضى في سلا.. من يشعل فتيل العنف؟

في ليلة يُفترض أن تكون مخصصة للاحتفاء والتقليد الشعبي، انقلبت أجواء عاشوراء في مدينة سلا إلى ما يشبه حالة طوارئ غير معلنة، بعدما تحولت شوارع حي سيدي موسى إلى فضاء للفوضى والانفجارات والمواجهات مع السلطات.

عندما يصبح الاحتفال مناسبة للفوضى

منذ بداية الليل، برزت مؤشرات توحي بأن المشهد لن يمر بسلام. فعدد من المراهقين، الذين يفترض أن يشاركوا في طقوس احتفالية موروثة، لجأوا إلى إشعال النيران في الأزقة واستعمال المفرقعات بشكل مكثف، بل وصل الأمر إلى استعمال قنينات الغاز، ما خلق انفجارات هزّت الحي وأربكت السكان.

مواجهة مباشرة مع السلطات

على إثر ذلك، وجدت القوات العمومية نفسها في مواجهة مباشرة مع هؤلاء الشبان، حيث تعرضت للرشق بالحجارة، واضطرت إلى التدخل لتفريقهم وملاحقتهم وسط الأزقة. ومع انتشار صور الحادث على وسائل التواصل، زادت حدة التفاعل الشعبي، وتنامى الإحساس بالقلق والخوف على السلامة العامة.

ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل

من جهة أخرى، انتشر وابل من التعليقات والمنشورات التي أدانت ما حدث بشدة. عدد كبير من النشطاء طالبوا بتدخل حازم من الدولة، ليس فقط لمعاقبة المتسببين في الفوضى، بل كذلك من أجل وضع حد لتكرار هذا المشهد كل سنة. بينما عبّر آخرون عن أسفهم الشديد لغياب التوجيه والرقابة، سواء من داخل الأسر أو من طرف المؤسسات المعنية بتأطير الشباب.

أين الخلل؟ سؤال لم يعد يُحتمل تأجيله

في ظل هذا الانفلات المتكرر، عاد الحديث مجددًا عن غياب دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وارتباك العلاقة بين الشباب والفضاء العمومي. فحين تُستبدل الطبول بقنينات الغاز، وتُخلى الساحات للمشاغبين بدل المحتفلين، فإن هناك خللًا عميقًا في طريقة مقاربة الدولة لهذه الظواهر.

هل تتحول عاشوراء إلى رمز للاحتقان بدل الفرحة؟

ما وقع في سلا ليس استثناءً، بل جزء من مشهد أوسع يحتاج إلى نقاش وطني صريح. فالمراهقون الذين أشعلوا الفوضى لا يولدون عنيفين، بل هم أبناء بيئة تعاني من الفراغ وانعدام التأطير وغياب البدائل. وعاشوراء، بدل أن تكون لحظة فرحة، أضحت تنفيسًا عن غضب مكبوت في أحياء مهمشة تبحث عن معنى وسط الضياع.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى