طموح المرأة بين التهميش والاستغلال… أين هي الحقوق؟

✒️ بقلم: غزلان بلحرشي
تُرفع شعارات “حقوق المرأة” في كل مناسبة، وتُخصص لها برامج ومؤتمرات، لكن الواقع الصامت يقول شيئًا آخر…
واقع تعيشه آلاف النساء المغربيات اللواتي قررن أن ينجحن بشرف، ويحققن مشاريعهن بعرق جبينهن، دون تملق أو تنازلات.

💼 المرأة الطموحة… في مرمى الشكوك

حين تذهب امرأة لتقدم مشروعها،
تحمل فكرتها، ملفها، واجتهادها،
تصطدم أحيانًا بعقليات تعتبر الجدية “برودًا”،
وتعاملها بالتجاهل أو التسويف:
المرأة الجميلة في بلادنا، غالبًا لا تُؤخذ بجدية.
إذا كانت أنيقة، يقال إنها “كتقلب على شي حد”
إذا كانت واثقة، تُتهم بالغرور
وإذا كانت محترمة، تُراقب وتُختبر وكأنها تخفي شيئًا!
كل شيء يُربط بجسدها، لا بذكائها
وكل نية طيبة، تُفسّر وكأن وراءها شيء آخر.
🚫 حين تختار المرأة أن تطلق مشروعًا خاصًا بها، تبدأ المتاعب:
•إذا لم تكن لها “معرفة” أو “ظهر”، لا أحد يثق فيها
•إذا لم يكن لها “عم” أو “خال” أو “أب معروف”، تُقصى من الدعم أو التمكين
•وإذا كانت مستقلة بدون رجل يحميها، تصبح هدفًا سهلًا للابتزاز أو الشكوك
وكأن المرأة لا تستحق النجاح إلا إذا كان خلفها رجل يُزكّيها!
أمً إذا كانت زوجة لرجل معروف، أو بنت مسؤول، أو عندها عم أو أخ وازن…
فالباب يُفتح، والاستقبال يكون مختلفًا، والتعامل أكثر جدية.
وكأن النجاح ليس حقًا، بل وراثة!
أما المرأة التي لا ظهر لها، والتي تعتمد فقط على نفسها،
فيُطلب منها أحيانًا أن “تساير”، أو أن “تفهم اللعبة”،
وإلا فملفها يُركن في الزاوية، ويُنسى بلا رجعة.
✋ المرأة لا تطلب امتيازًا
بل تريد أن تُحترم عندما تختار الحلال
وأن تُسمع عندما تلتزم الصدق
وأن تُعامل بكفاءتها، لا بجسدها، ولا بمن يقف خلفها.
👩‍🦱 المرأة المغربية ليست عورة…
بل طاقة، مشروع، وإرادة.
كرامتها ليست عقبة، وحياؤها ليس ضعفًا.
ومن تختار الطريق النظيف، يجب أن تُفتح لها الأبواب،
لا أن تُترك تنتظر وعودًا لا تُنفذ.
🧠 بعض النساء، حين لا يجدن طريقًا مفتوحًا
تُستغل أنوثتهن، يُساوَمن على كرامتهن،
ويُطلب منهن ما لا يقال صراحة، ولكن يُفهم ضمنًا.
وهذا ما يحدث بصمت… أين هي حقوق المرأة التي يتحدثون عنها؟
يتحدثون كثيرًا عن حقوق المرأة…
لكن حين تحتاج هذه الحقوق في الواقع، لا تجدها!
أين هو القانون حين تُهان المرأة في إدارة؟
أين هي الحماية حين تُساوَم على كرامتها؟
أين هو الدعم حين تُقصى فقط لأنها لا تملك سندًا أو نفوذًا؟
نحن لا نريد وعودًا تُقال أمام الكاميرات،
نريد قوانين تُطبق على الأرض… بصدق وعدالة.
حقوق المرأة ليست مجرد شعارات تملأ الصفحات،
بل أفعال ترفع رأسها… وتحمي كرامتها.
✨ فلنمنح الفرصة لكل امرأة طموحة
ولْنحترم من اختارت الكرامة طريقًا… قبل أن نرفع شعارات لا نطبقها.
•كفى من اختزال المرأة في جسدها
•كفى من ربط أخلاقها بملابسها
•كفى من محاربتها إذا أرادت أن تنجح بدون وساطة
•كفى من إذلال الطموحات، وتكسير الأجنحة
المرأة المغربية قوية، مثقفة، صبورة، وتستحق أن تُحترم لكفاءتها، لا فقط لأن لديها سند أو رجل يحميها.
💬 الختام:
نعم، نريد أن نعمل، ننجح، نبني مستقبلنا بلا تنازلات، بلا وساطات.
نريد أن نُعامل كأدمغة، لا كأجساد
كنساء حالمات، لا أدوات
والذي يرى في جمال المرأة طريقًا للسيطرة أو الابتزاز… هو المتخلف، لا هي.
فالجمال لا يُعيب المرأة، بل يُعري نظرة المجتمع المريضة.
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى