زاكورة تحتفي بالسينما الوثائقية في ختام مهرجانها العربي الإفريقي
غزلان بلحرشي
اختُتمت مساء الخميس 13 نونبر 2025 فعاليات النسخة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي العربي الإفريقي للفيلم الوثائقي بزاكورة، في أجواء احتفالية مفعمة بالفن والروح الثقافية، بعدما نجح هذا الحدث في ترسيخ مكانته كأحد أبرز المواعيد السينمائية في الجنوب الشرقي للمغرب.
المهرجان، الذي نظمته جمعية الفيلم الوثائقي بزاكورة بشراكة مع مؤسسات داعمة محلية ودولية، استمر أربعة أيام من العروض والنقاشات والورشات، وجمع مخرجين ونقادًا من المغرب، وسلطنة عمان، وتونس، وعدة بلدان إفريقية، في لقاء جسّد تمازج الثقافة العربية والإفريقية في أبهى صورها.
الأمسية الختامية احتضنها المركز الثقافي لزاكورة وسط حضور رسمي وفني متنوع، تخللها عرض فني للفرقة المحلية “شباب السقل تنزولين” التي ألهبت القاعة بإيقاعات الجنوب ودفء التراث الزاكوري، مذكّرة الجميع أن الفن لا يعيش إلا بالهوية.
وعرفت الدورة تتويج الفيلم التونسي “صوف Isme” لمخرجه يونس بن حجرية بالجائزة الكبرى للمهرجان، بعد منافسة قوية بين أفلام وثائقية عربية وإفريقية، تميزت بتنوع المواضيع وعمق المعالجة الفنية والإنسانية.
ومن بين اللحظات اللافتة في حفل الختام، تكريم الفنان الكوميدي باسو، ابن مدينة زاكورة، الذي حظي باستقبال حار من الجمهور، في لحظة امتزج فيها الاعتزاز المحلي بالعرفان لمسار فني وطني مشرف.
وفي كلمته الختامية، أكد جمال العداوي، رئيس جمعية زاكورة للفيلم الوثائقي، أن هذه الدورة كانت غنية بالأنشطة الفكرية والتكوينية، وأن المهرجان بات اليوم فضاءً مفتوحًا أمام صُنّاع الفيلم الوثائقي الشباب لتبادل التجارب وإبراز أصواتهم الإبداعية. كما شدد على أهمية استمرار هذا الحدث لما يقدمه من إشعاع ثقافي وتنموي للمنطقة، وربطه المتواصل بين السينما والمجتمع المحلي.
ليُسدل الستار أخيرًا على دورة حملت روح السينما الوثائقية في بعدها الإنساني والعابر للحدود، لتؤكد زاكورة مرة أخرى أنها ليست فقط مدينة على أطراف الصحراء، بل منارة ثقافية تربط المغرب بعمقه العربي والإفريقي.
