خلاف علني بين عمور والسعدي يعصف بوزارة السياحة..

خلاف علني بين عمور والسعدي يعصف بوزارة السياحة..

في كواليس الحكومة، يبدو أن موجة برد سياسي بدأت تهب على مكاتب وزارة السياحة والصناعة التقليدية، حيث لم يعد الدفء المؤسسي الذي كان يجمع الوزيرة فاطمة الزهراء عمور بكاتب الدولة لحسن السعدي كما كان في السابق، بل حل مكانه صمت ثقيل وتوتر مكتوم، حتى إن الأحاديث الجانبية بينهما باتت عملة نادرة، وكأن الهاتف انقطع والتيار معه

تقول المصادر القريبة من المشهد إن أصل الحكاية ليس خلافًا على المبادئ ولا على الخطط الكبرى، بل على طريقة العمل، فالسعدي – كما يهمس البعض – صار يتحرك منفردًا في عدة ملفات، وكأنه يبحر في مركب خاص لا يرفع فيه علم الوزارة، منطلقًا في أنشطة ومبادرات دون أن يكلّف نفسه عناء استشارة الوزيرة أو حتى إخبارها، وهو ما جعلها تفضل الابتعاد عن أي ظهور رسمي إلى جانبه

ولم يكن غياب الوزيرة عن الأنشطة التي يرأسها أو يشرف عليها السعدي أمرًا عابرًا أو مجرد مصادفة، بل هو رسالة صامتة لكنها واضحة، مفادها أن الأمور ليست على ما يرام، وأن التصدع في العلاقة وصل إلى درجة تجعل الطرفين يسيران في خطين متوازيين لا يلتقيان

رغم أن الوزيرة – في لحظة ثقة أو ربما حُسن نية – منحت السعدي بعض الصلاحيات لتسهيل عمله، فإنها اليوم ترى أن هذه الصلاحيات تحولت إلى مساحة مفتوحة لتجاوزها، الأمر الذي أثار غضبها، بل وأشعل فتيل الاستياء داخل فريق مستشاريها الذين باتوا يرون في تحركات كاتب الدولة خروجا عن المسار المؤسسي، وربما حتى تحديًا لسلطتها

اللافت أن هذا الخلاف لم يُعلن رسميًا، ولم يصدر أي تعليق من الجانبين، لكن لغة الجسد في المناسبات القليلة التي جمعتهما مؤخرًا تكفي لأن يلتقطها أي متابع، نظرات مقتضبة، ابتسامات مجاملة باهتة، وكأننا أمام مشهد مسرحي يعرف فيه الممثلان أن النص لم يعد يعجبهما لكن الستار لم يُسدل بعد

في أروقة الوزارة، الهمس لا يتوقف، والقصص تتكاثر، هناك من يرى أن السعدي يحاول فرض أسلوبه الخاص على القطاع حتى لو أدى ذلك إلى الاصطدام مع رأس الوزارة، وهناك من يعتقد أن الخلاف أكبر من مجرد تحركات أحادية، وأنه يعكس صراعًا مكتومًا على النفوذ داخل حكومة تعيش أصلًا على وقع توازنات دقيقة

وبينما ينتظر الرأي العام أن تحسم الأيام المقبلة ما إذا كان هذا الشرخ القائم بين الوزيرة وكاتب الدولة سيظل صامتًا أو سيتحول إلى مواجهة علنية، يبدو أن الطرفين اختارا حتى الآن لعب ورقة الصمت، وهي ورقة قد تطيل عمر الخلاف لكنها لا تعالجه، وربما تدفعه في النهاية إلى الانفجار في لحظة غير متوقعة

في النهاية، تبقى السياحة والصناعة التقليدية قطاعين يعتمدان على الانسجام والتكامل بين المسؤولين، وأي اهتزاز في العلاقة بين رأس الوزارة وأحد أهم أعضائها قد يترك أثره على العمل الميداني، لكن في السياسة – كما في البحر – ليس دائمًا ما تراه على السطح يعكس ما يجري في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى