تأجيل محاكمة المتهم بدهس الطفلة غيثة يثير الجدل في المغرب

وسط أجواء من الترقب والحزن، عادت قضية الطفلة غيثة إلى واجهة النقاش العمومي بعدما قررت المحكمة الزجرية الابتدائية بمدينة برشيد، الإثنين، تأجيل النظر في ملف الشاب المتهم بدهسها، إلى الثلاثين من يونيو الجاري. هذا القرار جاء بهدف تمكين هيئة الدفاع من الإعداد الجيد للمرافعة في واحدة من القضايا التي هزت الرأي العام المغربي، وأشعلت موجة من الغضب على منصات التواصل الاجتماعي.

حادثة تهز الضمير الجماعي

تفاصيل الواقعة تعود إلى يوم أحد مشمس، حين تحوّلت لحظات اللهو البريئة فوق رمال شاطئ سيدي رحال إلى مأساة مروعة.

سائق مركبة رباعية الدفع، كان يجر خلفه دراجة مائية، اقتحم الشاطئ بسرعة فائقة، لتقع الفاجعة وتصاب الطفلة الصغيرة بجروح بالغة استدعت نقلها على عجل إلى أحد المستشفيات بمدينة الدار البيضاء. هناك، ترقد اليوم غيثة في قسم العناية المركزة، تحارب من أجل استعادة حياتها، بينما يظل السؤال معلقًا: هل ستقول العدالة كلمتها؟

تفاعل رسمي مع الحادثة

منذ لحظة وقوع الحادث، سارعت المصالح الأمنية إلى توقيف المشتبه فيه يوم الجمعة الماضي. وبعد أن استُكملت إجراءات البحث والاستنطاق، أصدرت النيابة العامة قرارًا بمتابعته في حالة اعتقال وإيداعه السجن المحلي، بتهم التسبب في حادثة سير بجروح بليغة والسياقة في ظروف غير ملائمة أدت إلى إصابات خطيرة.

تعليقات المصادر الأمنية كانت واضحة وحاسمة، إذ أكدت أن القانون جرى تطبيقه بحزم وصرامة على المتسبب في الحادثة منذ اللحظات الأولى للبحث التمهيدي ومرورًا بالاستنطاق أمام النيابة العامة.

فالقضية معروضة الآن أمام القضاء، باعتباره الجهة الوحيدة المخولة لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات.

الرأي العام يطالب بالإنصاف

ومع تصاعد الأصوات المطالبة بالعدالة على مواقع التواصل، حمل وسم #العدالة_لغيثة رسائل مؤثرة من مواطنين غاضبين، عبروا فيها عن ألمهم من الحادث واستيائهم من مشاهد الفوضى التي باتت تتكرر في عدد من الشواطئ المغربية. كثيرون أكدوا أن مثل هذه الحوادث ليست نتيجة صدفة، بل ثمرة إهمال واضح في الرقابة وتراخي في تطبيق قوانين السير والسلامة، خاصة في أماكن يفترض أن تكون آمنة للأطفال والعائلات.

أسئلة مشروعة تنتظر الإجابة

هل ستتمكن المحكمة من طمأنة الرأي العام وإعادة الثقة في سلطة القانون؟ وهل ستكون هذه النازلة نقطة تحول نحو مزيد من التشدد في التعامل مع مظاهر التهور التي تهدد حياة الأبرياء في الفضاءات العامة؟

كل ذلك سيكشف عنه قادم الجلسات، فيما يظل الأمل معلقًا بأن تعود غيثة إلى حضن أسرتها سالمة، وأن تتكرس ثقافة احترام الحياة فوق كل اعتبار.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى