بلاغ غاضب من مكتب التكوين يفجّر رواية السكوري
ما إن انتهى الوزير يونس السكوري من تسويقه لما وصفه بـ”الإصلاح الإداري العميق” في تدبير منح متدربي التكوين المهني، حتى خرج مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ببلاغ قاطع كحدّ السيف، فند فيه كل ما ورد على لسان الوزير، بل لم يتردد في اتهامه بـ”تشويه الحقائق” وتحميل المكتب أخطاءً هي في الأصل صنع وزارته وحدها.
البلاغ لم يكن عادياً، بل مكتوبًا بنبرة غير معتادة في لغة المؤسسات، أقرب إلى صفعة سياسية ناعمة. المكتب، الذي يرأسه بناصر بولعجول، قالها صراحة: نحن لم نتأخر يومًا في صرف المنح، لكن الوزارة هي من تبخل علينا باللوائح والتحويلات المالية.
ولكي لا يظل الكلام في الهواء، كشف المكتب رقماً مثيراً: بين 2018 و2022 لم ترسل الوزارة درهماً واحداً، ومع ذلك، صُرفت أكثر من 968 مليون درهم في شكل منح، منها 296 مليوناً من مال المكتب الخاص. نعم، من ماله الخاص! هل سمعت يومًا مؤسسة عمومية تمول التزامات الدولة من ميزانيتها الذاتية؟ هذا ما حصل.
ثم يضيف المكتب بلغة جريئة: كلمة “انتزاع” التي استعملها الوزير مسيئة ومضللة، والحقيقة أن المكتب هو من طلب الخروج من هذه المهمة، بعدما تحوّل إلى كبش فداء في كل أزمة.
البلاغ لم يتوقف عند “المنح”، بل دخل إلى صلب الملفات الكبرى، ليكشف أن الميزانية السنوية للمكتب ما تزال معلقة في الهواء حتى 7 نونبر 2025، رغم المصادقة عليها منذ أبريل! 1.5 مليار درهم في الثلاجة، والمشاريع في غرفة الإنعاش.
أما المشروع الملكي “مدن المهن والكفاءات” فقد دخل في غيبوبة دامت 14 شهرًا، والسبب؟ صمت الوزارة وتأخر اجتماعات القيادة. المشروع عاد إلى الحياة فقط بتدخل خاص من رئيس الحكومة، لا الوزير المسؤول.
في الخلاصة، يبدو أن الوزير حاول تمرير رواية سياسية مريحة… لكن البلاغ الرسمي لمكتب التكوين أمسك الفاتورة ووضعها على الطاولة: من يدفع، لا يُتَّهم. ومن يصمت عن الفشل، لا يحق له الحديث عن النجاح.
