المغرب يقترب من قفزة استراتيجية جديدة مع واشنطن

المغرب..كل الأنظار تتجه هذه الأيام نحو العاصمة الرباط، حيث تُطرح تساؤلات كثيرة حول لقاء مرتقب بين العاهل المغربي محمد السادس والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. لقاء لا يُنظر إليه كحدث عابر، بل كعلامة مفصلية في علاقة استراتيجية متنامية بين البلدين، قد تُثمر عن اتفاقيات دفاعية وجوية تُعيد ترتيب التوازنات الإقليمية.

استراتيجية..هل يصبح المغرب أول بلد عربي يمتلك طائرات F-35؟

الحديث عن صفقة محتملة لاقتناء المغرب لطائرات F-35 الأمريكية لم يعد مجرّد إشاعة. مصادر مطلعة من كواليس معرض IDEX العسكري أفادت أن الصفقة تشمل 32 طائرة من الجيل الخامس، في صفقة تُقدّر بنحو 17 مليار دولار تمتد على مدى العقود الأربعة المقبلة. وإذا اكتملت، سيُصبح المغرب أول بلد عربي وإفريقي يمتلك هذا النوع المتطوّر من الطائرات القتالية.

التحرك المغربي يأتي بعد سلسلة صفقات عسكرية سابقة مع الولايات المتحدة، أبرزها اقتناء 24 طائرة F-16 Block 72، والتي يرتقب تسلمها خلال العام الجاري، بالإضافة إلى مشروع تحديث أسطول F-16 الحالي بقدرات تكنولوجية متقدمة.

 سباق في التحديث.. وأعين على الجوار

المغرب لا يكتفي بالتسلح الجوي فقط، بل يُراكم قدرات متقدمة في مجال المراقبة والردع، من خلال اقتناء طائرات استطلاع ISR من طراز Gulfstream 550، وإطلاق أقمار صناعية لأغراض المراقبة تم تطويرها بالتعاون مع إسرائيل. وهي خطوات تُقرأ ضمن رؤية إقليمية تأخذ بعين الاعتبار التوترات المستمرة مع الجار الشرقي الجزائر.

 الخطوط الملكية المغربية تدخل السباق الجوي

الجانب الاقتصادي لم يغِب عن هذه الدينامية. فقد كشفت مصادر قريبة من الملف أن الخطوط الملكية المغربية تقترب من توقيع صفقات ضخمة مع عملاقي صناعة الطائرات بوينغ وإيرباص. الصفقة تشمل ما يقارب 20 طائرة دريملاينر، و50 طائرة بوينغ 737، و20 طائرة إيرباص A220 لتعزيز شبكة الرحلات الإقليمية والدولية.

هذه التحركات تدخل في إطار خطة توسعية طموحة تهدف إلى جعل المغرب مركزاً جوياً إفريقياً يربط بين أوروبا وأمريكا والعمق الإفريقي.

 الشراكة مع واشنطن.. أكثر من مجرد سلاح

ما يحدث اليوم ليس مجرد تبادل مصالح عسكرية أو صفقات جوية، بل هو تحول نوعي في طبيعة العلاقة المغربية الأمريكية. المغرب يخطط لصياغة موقع جديد له في الخارطة الإقليمية، مستنداً إلى تحالف استراتيجي قوي مع واشنطن، يُغذيه تقارب سياسي واقتصادي وعسكري.

في ظل سعي المملكة نحو تعزيز سيادتها الدفاعية وتوسيع مجال تأثيرها القاري، يبدو أن هذه الشراكة مرشحة لتكون أكثر من مجرد تفاهم تقني. إنها رافعة جيو استراتيجية قد تُغيّر قواعد اللعبة، وتجعل المغرب رقماً صعباً في المعادلة الإقليمية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى