
المغرب يتحول إلى “عملاق سيارات” يصدر للإتحاد الأوروبي
المغرب يتحول إلى “عملاق سيارات” يصدر للإتحاد الأوروبي
من كان يظن أن المغرب، الذي كان يُعرَف لعقود ببلد الفلاحة والسياحة، سيُصبح اليوم أحد كبار صناع السيارات في العالم؟ الصحيفة الاقتصادية الفرنسية لا تريبون وصفت المملكة بـ”العملاق الجديد”، بعدما تحولت صناعة المركبات ومكوناتها إلى رافعة استراتيجية للاقتصاد الوطني.
فالأرقام لا تكذب: شركة رونو وحدها أنتجت 413 ألف سيارة خلال العام الماضي، بين مصانع الدار البيضاء وطنجة، حيث يخرج من هناك “سانديرو” و”جوجر” و”إكسبريس”. بل إن مصنع طنجة، الذي افتتح سنة 2012، بات اليوم أكبر موقع صناعي لرونو على مستوى العالم بما يفوق سبعة آلاف عامل. أما المفاجأة، فهي أن سيارة سانديرو المغربية كانت الأكثر مبيعًا في أوروبا سنة 2024، متجاوزة كل الأسماء الثقيلة.
وليس هذا فحسب، فـستيلانتيس بدورها عززت حضورها في القنيطرة، بإنتاج 175 ألف سيارة السنة الماضية، أبرزها بيجو 208 وسيتروين أمي الكهربائية. ومع استثمار جديد بقيمة 300 مليون يورو، ضاعفت المجموعة طاقتها الإنتاجية إلى 400 ألف وحدة سنويًا، في مشروع طموح يضع القنيطرة في قلب الخريطة العالمية لصناعة السيارات.
الأهم من ذلك هو أن المغرب لم يعد مجرد “مركز تجميع”، بل أصبح منظومة صناعية متكاملة، إذ يصل الإدماج المحلي إلى 65% في مصانع رونو، فيما تطمح ستيلانتيس للوصول إلى 75% في أفق 2030. أي أن قطع الغيار تُصنع هنا، واليد العاملة هنا، والتصدير مباشرة إلى أوروبا.
بين طنجة والقنيطرة، لم يعد الأمر مجرد مصانع، بل رسالة سياسية واقتصادية: المغرب لم يعد ينتظر قطار التنمية، بل يقوده على أربع عجلات. لكن، يبقى السؤال معلقًا: هل ستسير التنمية الاجتماعية بنفس سرعة صناعة السيارات؟






