أجواء استثنائية وعروض ضخمة في مهرجان إفران السابع

أجواء استثنائية وعروض ضخمة في مهرجان إفران السابع

من قلب جبال الأطلس ومن مدينة تحمل لقب “سويسرا المغرب”، تواصل فعاليات المهرجان الدولي لمدينة إفران إشعاعها في نسختها السابعة، وسط أجواء استثنائية لا تشبه إلا نفسها. جمهور متعطش للجمال، ومدينة تنبض بالحياة، وأنشطة تليق بمهرجان بات يُعرف بواحد من أرقى التظاهرات الثقافية والفنية في المملكة

اليوم الثالث من المهرجان حمل بين تفاصيله لحظات لا تُنسى، حيث التقت أنامل الأطفال بصفاء الألوان في ورشة للرسم، واختلطت ضحكاتهم بصيحات الفرح في ملاعب كرة القدم والكرة الطائرة التي نُظمت في عدد من فضاءات المدينة. لحظات جسدت المعنى الحقيقي لمهرجان يُوصف بأنه مهرجان العائلة بامتياز

وغير بعيد عن الألوان والكرة، كانت زوايا المعرض الخاص بالصناعات التقليدية تعج بالزوار الذين جاؤوا من مختلف جهات المغرب. المعروضات المتنوعة من منتجات يدوية وغذائية أصيلة، قدمتها تعاونيات وجمعيات محلية وجهوية، شكّلت محطة جذب حقيقية لآلاف الزائرين الذين وجدوا في المهرجان فرصة لاكتشاف الثراء الثقافي والحرفي الذي تزخر به مناطق عديدة من المملكة

أما ساحة التاج، فقد تحولت إلى مسرح مفتوح للفن والمتعة، حيث التأمت ليلة أمس أسماء فنية بارزة في سهرة جماهيرية ضخمة. سناء سلطان أبهرت الجمهور بصوتها الرخيم، ميمون أروحو ألهب الأجواء بأغانيه الأمازيغية، مجموعة هوب هوبا سبريت جمعت بين الإيقاع والرسالة، وجيلان تألقت وسط تصفيق جمهور قدر بالآلاف، في لوحة فنية جمعت بين التنوع الموسيقي والفرجة الراقية

لكن المهرجان لم يقل كلمته الأخيرة بعد، فالسبت، وهو اليوم الختامي، يُنتظر أن يُتوّج بسلسلة من الفعاليات التي تستكمل ما بدأه المنظمون منذ أول لحظة. ندوة علمية هامة ستُعقد تحت عنوان يحمل في طياته هاجساً بيئياً متزايداً، “الغابة والموارد المائية، توازن حيوي يجب الحفاظ عليه”، بمشاركة ثلة من الخبراء والمتخصصين في قضايا البيئة والتنمية المستدامة

وفي المساء، ستتجه الأنظار مجدداً إلى ساحة التاج، التي ستُضاء على وقع نغمات فنانين من العيار الثقيل. لحسن الخنيفري سيعتلي الخشبة، يليه لحسن أشيبان الذي سيُعيد جمهوره إلى جذور الأغنية الشعبية الأصيلة، لتكون القفزة الكبرى مع الفرقة العالمية “ماجيك سيستيم” التي تحل لأول مرة ضيفة على مدينة إفران، قبل أن يختتم فنان الراب والأغنية الشبابية “مورفين” الأمسية بمزيج من الحداثة والإيقاع الشبابي

تحت شعار “الماء منبع الحياة ورهان التنمية”، ينعقد المهرجان بتنظيم من جمعية منتدى إفران للثقافة والتنمية، وبدعم من عمالة إفران والمجلس الإقليمي والجماعة الترابية للمدينة، إلى جانب مجلس جهة فاس مكناس. وهي شراكات تعكس الإيمان الجماعي بأن الثقافة يمكن أن تكون رافعة للتنمية ومصدر إشعاع حضاري وسياحي

ولا يمكن الحديث عن نجاح هذا المهرجان دون الإشارة إلى الجهد الجبار الذي تقوم به اللجنة المنظمة، وعلى رأسها خلية الإعلام التي سهرت طيلة الأيام الماضية على توفير بيئة اشتغال مريحة ومحترفة لوسائل الإعلام والصحافيين الذين توافدوا على المدينة من مختلف أنحاء المغرب لتغطية الحدث

في إفران لا يكتفي الزائر بمشاهدة العروض، بل يعيش تجربة متكاملة من الفن والرياضة والتراث والطبيعة، ليخرج بانطباع واحد لا يختلف عليه اثنان. مهرجان إفران ليس مجرد تظاهرة، بل قصة عشق جماعية يُكتب فصولها كل صيف، ويُعاد سردها على مدار السنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى