آيت الطالب من وزارة الصحة إلى ولاية فاس مكناس.. مسار وتجربة ورهانات جديدة

خالد آيت الطالب يقترب من قيادة جهة فاس مكناس بعد تجربة وزارية حافلة

كل المؤشرات القادمة من كواليس القرار الإداري بالمغرب تضع الدكتور خالد آيت الطالب على عتبة مهمة جديدة، هذه المرة كوالي جهة فاس مكناس، ليخلف بذلك معاذ الجامعي الذي غادر منصبه مؤخرًا. اختيار آيت الطالب لهذا المنصب لم يأت من فراغ، بل يمثل امتدادًا لمسار رجل جمع بين الطب والإدارة وعرف كيف يتعامل مع الأزمات والملفات الشائكة من موقع المسؤولية، سواء داخل المستشفى أو على رأس وزارة الصحة.

النموذج التنموي الجديد يرسم معايير المرحلة

تتجه الدولة اليوم بثقلها نحو تنزيل مقتضيات النموذج التنموي الجديد، الذي يراهن على تعيين الأطر ذات الكفاءة والخبرة العملية لقيادة المناصب الترابية. وهنا يظهر اسم آيت الطالب كواحد من الشخصيات القليلة التي تحمل مزيجًا من التأطير الأكاديمي والانخراط الميداني الفعلي، إذ سبق له أن قاد المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس وترك فيه بصمة واضحة. وبالنظر إلى حجم الانتظارات بالجهة، يبدو أن المطلوب في المرحلة المقبلة ليس مجرد والي إداري، بل فاعل ميداني بمواصفات استثنائية.

من وزارة الصحة إلى ولاية فاس مكناس: مسار متنوع ومسؤوليات متعددة

عندما تولى آيت الطالب حقيبة الصحة في حكومة سعد الدين العثماني الثانية، ثم في حكومة أخنوش الأولى، لم تكن المرحلة سهلة على الإطلاق. واجه تحديات الجائحة، وتعامل مع ضغط الإصلاحات وانتظارات المواطنين. مسار الوزير السابق زاخر بالتجارب، فقد حصل على شهادة الدكتوراه في الطب من كلية الطب والصيدلة بالرباط، كما ترأس مصلحة الجراحة الباطنية بالمركز الاستشفائي نفسه، وقاد فريق عمله إلى مواكبة تطورات القطاع الصحي وتحقيق نتائج إيجابية رغم الإكراهات.

بصمة أكاديمية ومشاركات دولية

لا يقتصر حضور آيت الطالب على المستوى الوطني، فقد شارك في العديد من المؤتمرات الطبية الدولية، وساهم في تأطير ندوات وأيام دراسية، مؤكدا بذلك رغبته المستمرة في تطوير القطاع ومواكبة مستجداته. مثل هذه المشاركات تعكس رغبة في تبادل الخبرات وتغذية التجربة المغربية بما يجري على الساحة العالمية في مجالات الطب والتسيير الاستشفائي.

رهانات جديدة وتحديات كبرى تنتظر الوالي المقبل

تعويل سكان جهة فاس مكناس كبير على واليهم الجديد المنتظر. المنطقة تحتاج اليوم إلى دينامية جديدة في تدبير الملفات الاجتماعية والاقتصادية والصحية، وإلى نفس إصلاحي يواكب التحولات التي يعيشها المغرب في سياق تنزيل الجهوية المتقدمة. انتقال آيت الطالب من وزارة الصحة إلى منصب الوالي سيكون اختبارًا جديدًا للرجل الذي خبر الميدان، ويفتح أمامه أفقًا جديدًا لخدمة ساكنة الجهة بنظرة شمولية وخبرة متراكمة.

خلاصة: هل ينجح آيت الطالب في كتابة صفحة جديدة من النجاح بفاس مكناس؟

الرأي العام المحلي والوطني يترقب خطوة تعيين آيت الطالب كوالي جهة فاس مكناس، ويراهن على خبرته وتكوينه الجامعي ومهاراته التدبيرية لإحداث الفارق في مرحلة دقيقة من عمر الجهة. فهل يكون رجل المرحلة القادر على ترجمة تطلعات المواطنين وإعادة رسم خريطة التنمية بالجهة؟ الأيام وحدها كفيلة بكشف الإجابة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى